يشارك المخرج الجزائري المغترب إلياس سالم لأول مرة في تظاهرة '' أيام السينما الأوروبية '' السادسة عشرة بفيلم '' مسخرة '' وهي اول مشاركة للجزائر وتفتتح الايام السينمائية في بداية ديسمبر 2009 بتونس وتستمر على مدار ثمانية عشر يوما . سيشارك في التظاهرة أربعون فيلما من 17 دولة أوروبية وعربية كما ستفتتح بفيلم '' أسرار القلب '' للاسباني مونتسو ارمونداريز حول الخوف من المجهول . ومن الدول الأوروبية المشاركة في المهرجان فرنسا والبرتغال وألمانيا واسبانيا وفنلندا وهولندا وايطاليا واليونان وبولونيا وبلغاريا ومالطا والمجر وانجلترا وتشيكوسلوفاكيا وبلجيكا بلغتيها الفلامنكية والفرنسية في '' مسخرة '' نحن منذ البداية أمام حكاية مركبة بشكل مضحك، رجل يحاول العثور على حل لمأزق عنوسة تعاني منه شقيقته الشابة، في بيئة ريفية معزولة عن العالم المحيط بها، تقل فيها سن عنوسة الفتاة كثيراً عن بيئة المدينة أو الأماكن الأكثر تحضراً، ولأن الشقيقة تعاني من مرض غامض ( وغير مبرر على كل الصعد إلاّ رغبة صانعي الفيلم بخلق عاهة للفتاة تساعد في دفع الحدث ) يجعلها تنام فجأة في أي مكان تجلس فيه أو تذهب إليه وبدون سابق إنذار، فإن شقيقها وفي لحظة سكر وبعد سماعه لتقولات المجتمع الذي يعيش فيه عن مشكلة عنوسة أخته، يخترع كذبة عن عريس ثري وغريب تقدم لها، وتكبر هذه الكذبة وتنتشر مما يحدث تحولاً في محيط الأسرة التي تضم إلى جانب الفتاة وشقيقها زوجة هذا الأخير وابنه الصغير، وتتضخم الشائعة حول الخطيب المزعوم والمهم والثري، ليتحول إلى وسيلة للنصب يقوم من خلالها الأخ بمساعدة أحد جيرانه بجني المال مقابل وعود كاذبة بتوسطه لدى الخطيب المزعوم بحل مشكلات للناس الذين يعيشون عزلة عن العالم المحيط بهم، وعلى خط مواز ومتشابك مع هذا الحدث الرئيسي، يصوّر الفيلم قصة حب سرية بين الفتاة العانس محور الحدث وبين أحد شباب القرية الفقراء، والتي يقف في وجهها شقيق الفتاة بعد أن يكتشفها، بسبب حالة الفتى الاقتصادية أولاً، وبسبب دخوله في لعبة الخطيب الثري المزعوم، وعدم قدرته على ايجاد حل للمأزق الذي وضع نفسه فيه باختراعه لكذبته، وخشية اكتشافها من المجتمع الصغير المحيط به ثانياً . وعلى الرغم من بعض التفاصيل الكوميدية إن على صعيد الحدث الدرامي عبر تحول الكذبة إلى مشروع تجاري يجني منه مخترعها الشقيق مالاً، إضافةً إلى ما يمنحه له من قيمة اجتماعية، أو على صعيد الصورة كمشاهد مساهمة مجتمع القرية في تحضيرات العرس، والمشاهد التي يخلفها موكب سيارات الأعراس في القرية على وجوه رجالها الجالسين في ساحتها من غبار، إلاّ أن سير الحدث بمجمله تطغى فيه جدية الدراما على سخرية الكوميديا التي تتيحها بنية الحكاية الغروتسكية للفيلم، والتي بتفاصيل إضافية تثير مزيداً من الاضحاك وتمنح مواقف أكثر كوميدية من تلك التي اكتفى صناع الفيلم بأكثرها إلفة واعتيادية . تجدر الإشارة الى ان الفيلم فاز بجائزتين في مهرجان الفيلم الدولي في دبي بالإمارات العربية المتحدة إلى جانب العديد من الجوائز الدولية القيمة سيما الجائزة الكبرى '' المهر العربي '' وجائزة '' الجمعية الدولية للنقاد السينمائيين ''. كما اختير هذا الفيلم للترشح النهائي لجائزة الأوسكار لأحسن إنتاج أجنبي التي تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية الأمريكية . وسبق لهذا الفيلم الحصول على جوائز أخرى منها '' الجائزة الكبرى للأفلام الخيالية '' بمهرجان السينما الإفريقية بفرنسا ، و '' جائزة الجمهور الكبرى '' بمهرجان الأفلام الإفريقية بمدينة بيزنسون في فرنسا . عبدالقادر ليفا