وصل أمس الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، سيتدارس قمة إفريقيا -فرنسا التي نقلت من القاهرة إلى باريس وإمكانية توجيه دعوة للبشير لأداء زيارة دولة للجزائر. تستغرق زيارة عبد القادر مساهل ثلاثة أيام سيسقبل خلالها من قبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وأعلن بيان رسمي أن المبعوث الجزائري يحمل رسالة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره السوداني، يعتقد أن محتواها يتعلق بالأحداث الأخيرة التي وجدت السودان نفسها فيها طرفا بين الجزائر ومصر، والخرطوم كانت احتضنت مباراة كرة قدم فاصلة مؤهلة لنهائيات كأس العالم، وأعقبها توتر سياسي بين البلدين. واستقبل مساهل لدى وصوله مطار الخرطوم، من قبل وزير الشؤون الخارجية السوداني دينق ألور، وأعلنت الجزائر أن الطرفين أجريا فورا محادثات شاملة، كما أعلنت أن الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، سيجري لقاءات ثانية موسعة مع كل من دينق ألور ووزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية علي كرطي ووزير الشبيبة والرياضة محمد يوسف وكذا مع مسؤولين آخرين من بينهم مستشار الرئيس السوداني المكلف بملف دارفور غازي صلاح الدين. وفي حقيبة مساهل إلى السودان، نتائج عمل لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي حول إصلاح الأممالمتحدة، وأوضح مساهل الذي ترأس الوفد الجزائري في أشغال اجتماعها الأخير قبل عشرين يوما ''ضرورة التمسك بالإجماع الإفريقي وبقاء إفريقيا متفقة وموحدة في مواجهة محاولات التشتيت التي تتعرض لها'' وأعلن مساهل رفض كل ''مقاربة تضعف أو تلحق أضرارا بالمصالح المشروعة للقارة الإفريقية''. وتندرج هذه الزيارة في إطار التشاور المنتظم بين البلدين على جميع الأصعدة والتحضير للاستحقاقات الكبرى الثنائية والإقليمية والدولية، وأفيد أن الزيارة تدرس انعقاد اللجنة المختلطة الجزائرية السودانية المقررة في جانفي المقبل كأحد محاور المحادثات التي سيجريها مساهل بالخرطوم، ويتوقع مراقبون أن يتم رفع التمثيل في اللجنة هذا العام إلى أعلى مستوى سياسي أو على الأقل بين رئيسي الحكومتين. وتتضمن رسالة بوتفليقة إلى البشير، مسألة قمة إفريقيا -فرنسا، حيث قررت الجزائر المشاركة بمستوى منخفض، وأثار قرار تحويل القمة من مصر إلى باريس عدم قبول في الجزائر، سيما أن الحجة قدمت ل ''لتجنب حضور البشير''، ولم تستبعد تقارير أن يوجه بوتفليقة دعوة للبشير لأداء زيارة دولة إلى الجزائر العام المقبل. وتتضمن مشاورات الطرفين، ملف لجنة الاتحاد الافريقى حول دارفور التي رحبت بها الخارجية السودانية، والذي حظي بموافقة مجلس السلم والأمن الافريقي. وأفيد أيضا أن الجزائر قررت تفعيل الاتفاقيات الموقعة مع الخرطوم، وإلزام الشركة الوطنية للمحروقات بالاستثمار في مجال البحث والتنقيب، وتسريع زيارات وفود إقتصادية إلى دولة السودان للدخول في مفاوضات والتوقيع على اتفاقيات تعاون في القطاعات الفلاحية والنفطية.