اعتبرت الكاتبة الصحفية فتيحة أحمد بوروينة أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الوحيد الذي أنصف الأرملة التي تلقب في المجتمع الجزائري بالهجالة، مشيرة إلى أن جميع المجتمعات القديمة والحديثة سواء كانت يهودية أو مسيحية أو حتى المجتمعات الإسلامية التقليدية تنظر إلى المرأة المتوفى عنها زوجها نظرة سلبية لا تخلو من الاحتقار والازدراء بدل العطف والاحترام. فتيحة بوروينة وخلال بيعها بالإهداء للمرة الثالثة لكتابها ''الهجالة'' أمس الأول بمكتبة العالم الثالث بالعاصمة، أكدت أن هذا الكتاب ليس رواية أدبية وإنما هو حكاية سردية وحديث عن تجربة ذاتية بعد وفاة زوجها الصحفي مراد تيروش وترملها، معتبرة أنها من خلال هذا الكتاب تحاول أن تشارك الآخرين تجربتها مع الترمل. فتيحة بوروينة وخلال تبريرها لهذا العنوان الصادم ''الهجالة'' بالتأكيد على أن هذا المصطلح موجود في المجتمع، قالت ''أتحرك في هذا المجتمع والكل يعتبرني كذلك حتى والدتي تصفني بهذا الاسم لأنه ليس هناك مصطلح آخر في المجتمع الجزائري يصف فيه الأرملة أو الأيم سوى الهجالة''. وأكدت بوروينة أنها راهنت على اختيار هذا العنوان الصادم ''الهجالة'' لجذب القراء قائلة "فكرت في أن أسميه الأيم أو الأرملة ولكن وجدت أن كلمة الهجالة أكثر لفتا للانتباه، قد لا يحب الناس هذا المصطلح ولكنه يثير رغبتهم في القراءة''، مستدلة بذلك بمستوى المبيعات العالية التي سجلها الكتاب الذي كسر حسب رأيها الاعتقاد السائد بأن الجزائريين يقرأون الكتب بالفرنسية أكثر من تلكم المكتوبة بالعربية. وفي هذا السياق أشارت الكاتبة الصحفية وعضو نادي الإعلاميين الكتاب أن كتابها حقق أعلى المبيعات بالنسبة للدار التي قامت بنشره حيث وصل عدد المبيعات خلال يوم واحد من البيع بالتوقيع في معرض الجزائر الدولي للكتاب 100 نسخة وهو رقم كبير حسب المختصين في ميدان تسويق الكتاب بالجزائر، ورغم أن روائية تكتب بالفرنسية كانت تبيع رواية "قدم حنان'' معها في نفس الطاولة إلا أن كتابها بالعربية كان أكثر مبيعا مقارنة بالرواية الفرنسية لنفس الدار. وبالرجوع إلى مضمون الكتاب أوضحت بوروينة في أول إصدار لها أنها تجولت لدى ثقافات الأمريكيين واليهود والمسيحيين ومختلف المجتمعات الأخرى لتبحث عن مدلول معنى كلمة "هجالة''، فوجدت أن الجميع على اختلاف ثقافاتهم ينظرون إليها نظرة سلبية باستثناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي تزوج أول إمرأة في الإسلام وعمرها 80 سنة لا للاستمتاع بها بل ليكون قدوة للمسلمين في الرأفة بالأرملة والأخذ بيدها، لكنها من جهة أخرى كشفت أن 50 مثلا شعبيا في الجزائر عن الأرملة كلها تحمل مدلولا سلبيا عنها مثل ''الهجالة ربات عجل ما فلح ربات كلب ما نبح''، ومثل صيني آخر يقول ''الأرملة كالفرس بدون فارس''. وحول سبب التركيز على النظرة السوداوية التي يحملها المجتمع عن الأرملة رغم وجود نظرة إيجابية أخرى أكثر إشراقا، شددت بوروينة أن منذ عاشت مرحلة الترمل لاحظت تغير معاملة الآخرين لها حتى بعض صديقاتها. فالمرأة تنظر للأرملة على أنها ''سارقة الرجال'' ولا يفرق المجتمع بينها وبين المطلقة، ولكنها من جهة أخرى أشارت إلى أن ناقدا عربيا وصف الرواية بأنها "أول نص روائي يتكلم عن الحالة النفسية للعدة الشرعية'