بوروينة يجادل الآخر وينتصر للإسلام في بعده الحضاري حاول المؤلف مختار بوروينة، من خلال كتابه المعنون ب” الحضارة الإسلامية: الحوار وقبول الآخر”، فتح باب النقاش حول موضوع الحوار بين الثقافات والأديان والحضارات والعولمة ونظرة الآخر إلى الإسلام، وما انجر عنه من احتقان متزايد في العلاقة بين الإسلام والغرب، بالتطرق إلى أهم المواضيع التي تواجه المسلمين وإسقاطها عل المجتمع الجزائري والبحث عن كيفية مواجهتها. قدم المؤلف، من خلال كتابه الصادر عن “مركب التوفيق” الذي جمع فيه عددا من المحاضرات التي كان قد ألقاها في إطار الدروس الرمضانية في وقت سابق، والتي عرضها في عناوين فرعية تحمل كل منها موضوعا مستقلا بذاته، إلا أنه لا يخرج عن الهدف العام الذي أراد من خلاله بوروينة إقامة جسر بين اهتمامات اليوم ومسائل الأمس. ومن بين هذه العناوين نجد “الإعلام الإسلامي في زمن العولمة “، “حضارة الإسلام أكبر انجاز”، “الإسلام في مواجهة التحديات”،” الثقافة والدين، الحضارة إسهام وبناء أم استهلاك للمستوردات ؟” و”الحضارة الإسلامية: الحوار وقبول الآخر” التي حملت عنوان الكتاب. وقد تطرق الكاتب، في مجمل هذه المحاضرات، إلى التحديات التي فرضها الإعلام الإسلامي لمواجهة التحديات التي يفرضها الرأي العام العالمي التي استأثرت بها جهات إعلامية شوهت الإسلام بقصد أو عن غير قصد. كما تحدث بلغة الأرقام كيف كانت كثرة عدد المسلمين في العالم مقارنة باليهود. إلا أنهم كغثاء السيل. على حد تعبير الكاتب، ما أفقدهم هيبتهم وأورثهم الاستخفاف، وهو ما يستوجب إعادة النظر في كيفية استثمار مصادر قوة ديننا لفرض منطقنا على الغرب وإعادة الاعتبار للدين الإسلامي. ومن بين المواضيع المقترحة “الإسلام في مواجهة التحديات” الذي تطرق فيه الكاتب إلى مفهوم العولمة التي فرضت منطقها الثقافي الموحد، وهو ما خلق، حسبه، صعوبة في نجاعة الحوار مع الغرب الذي يفرض نفسه وثقافته على اعتبار أنها صالحة للجميع. وقد تساءل الكاتب في هذا الفصل عن الإساءة التي تعرض لها الإسلام من خلال الرسوم المسيئة للرسول الكريم، والآراء المتعصبة التي حاولت تشويه الدين الإسلامي وموقف المسلمين من ذلك بالحديث عن مقومات الصمود في الأمة الإسلامية في مظاهرها الشعبية أو الرسمية، والتي لم تكن كافية للرد عليها. كما تحدث الكاتب عن قضية التنصير وخطرها على المجتمع والقانون المنظم لممارسة الشعائر الدينية بالجزائر وردود الفعل عليه، وكيف استطاع الشعب الجزائري الثبات على دينه وتمسكه بعقيدته.