هي واحدة من نساء الجزائر، إمرأة تحمل حبّ الإبداع في داخلها كما تحمل الزهرة حبات الطلع، ترحل من فن إلى آخر في محاولة منها لإثبات كينونتها، تحدت الرافضين لاختيارها السير في هذا طريق الذي بدأته بعد تقاعدها من عملها في التعليم وبعد أن أن شق كل واحد من أبنائها طريقه في هذه الحياة، عائشة مباركي تعمل على ترك بصماتها في التمثيل وفي الرسم وفي كتابة الشعر وسط لاءات كثيرة وعراقيل كثيرة ولأنها امراة تواصل في صمت سيرها . من حقيبة كانت تحملها أخرجت أوراق كتاباتها الشعرية ورسوماتها وبعض صور للقطات عن أفلام فرنسية -جزائرية شاركت فيها ومنها أيضا انطلقت في الحديث عن حياتها وعن مسيرتها. في بيت مفتوح على الثقافة بمدينة سيدي بلعباس بالغرب الجزائري ولدت وتربت وكبرت ورثت عن والدها الذي كان يعمل كمدير للغابات حب الرقص بكل أنواعه والسباحة والطبيعة التي ولّدت فيها أحاسيس الخلق والإبداع لكن موهبتها ظلت مكبوتة في داخلها حتى بعد تخرجها من الثانوية بشهادة البكالوريا في الفلسفة والآداب للتتفرغ للتدريس ورعاية الأبناء وانتظرت الى أن تتقاعد من التعليم كأستاذة لمادة الفرنسية في أكتوبر 97 أين التحقت بجمعية المنار بالبليدة كما أخذت دروسا في الرسم خاصة في الفن التشكيلي في فرع جمعية جيلالي بونعامة لمدة شهرين، ولأن إحدى بناتها متخرجة من المدرسة العليا للفنون الجميلة كانت تدعّمها بنصائح وتوضيحات لتخرج فيما بعد بتقنية مميزة تستخدمها في لوحاتها التي تلقى استحسان من إطلعوا عليها من خلال المعارض التي أقامتها بجامعة البليدة دامت ستتة أشهر وتلك التي رافقت المعارض التي تقيمها مديرية الثقافة لذات الولاية وتفضل الرسامة عائشة مباركي عكس إحساسها بالطبيعة والتقاليد والتراث العربي في لوحاتها، و ترتبط الريشة عندها بألة التصوير التي لا تفارق حقيبها إستعدادا منها لإلتقاط صور غالبا ما تكون لأطفال وتحبذ كثيرا أن تتحدث صورها عن الواقع الاجتماعي وتعترف أنها في أعماقها تسكن رغبة في إقامة معرض لصور الأطفال. وعن التمثيل تقول عائشة مباركي أنها بدأته عندما كانت تتقمص دور الشخصيات الموجودة في المواضيع التي كانت تدرسها للتلاميذ قصد تبسيطها وتقريب فهمها لهم الى أن قوبلت في مسابقة لاختيار الممثلين للمشاركة في فيلم مشترك جزائري - فرنسي بعنوان "العقيد'' في أفريل 2006 كما شاركت في الفيلم ''دليس بلوما''مع الممثلة بيونة الذي عُرض في فرنسا ولم يعرض حتى الآن في الجزائر إلى جانب مشاركتها في الفيلم الجزائري "الغلطة''وهو فيلم خيالي وبالإضافة إلى هذه الاعمال نشطت السيدة مباركي مخيما صيفيا لفائدة أطفال بومرداس ضحايا الزلزال. وبلغة فرنسية قرأت بعض من إنتاجها الشعري الذي تتنوع مواضيعه ما بين ما يعكس شعورها كامرأة وكأم وكفنانة ليبقى حلمها هو طبع ونشر كتاباتها في يوم من الايام إذا ما فتحت لها الابواب التي تطرقها وتجدها موصدة وإختصرت في كلمات رأيها في الثامن مارس قائلة : ''المرأة لها دور في المجتمع ويجب تكريمها والمرأة حققت أكبر المناصب ولكنها مازالت محتاجة لمن يأخذ بيدها''.