أقر أعضاء وفد مسلمي بريطانيا، الذي يؤدي زيارة إلى الجزائر، بأن لندن تساهلت إلى درجة كبيرة، مع شخصيات وتنظيمات إسلامية راديكالية، كانت تنشط في مجال الدعاية الإرهابية ودعم الجماعات المسلحة بالجزائر ودول أخرى، خلال عقد التسعينيات. وأكد أعضاء الوفد، خلال ندوة مركز جريدة ''الشعب'' للدراسات الإستراتيجية التي نظمت أمس حول موضوع ''الإسلام في بريطانيا''، بأن لندن لم تراجع سياستها على هذا الصعيد، إلا بعد هجمات 11سبتمبر، ثم تفجيرات لندن في .2005 وقال عضو مركز التفكير حول الدراسات الإسلامية بلندن محمد علي الموسوي، إن بريطانيا "تصرفت بشكل أحمق، ولم تتعامل بطريقة صحيحة مع متطرفين، وجدوا أمامهم الفرصة ليفسدوا جيلا كاملا، وخرّجوا جيلا من مفجٍري القطارات''، متحدثا هنا عن فتاوى أبو قتادة الفلسطيني ومنظرّين آخرين. وأضاف الأكاديمي، ذو الأصول العراقية، أن ''المتطرفين يعطون التيارات العنصرية، الذرائع والحجج لمناهضة الإسلام والمسلمين''. ولاحظ موسوي أن الحكومة البريطانية ''تعلمت دروسا من أخطائها، بعد ال 11 سبتمبر، وتفجيرات لندن''. من جانبها قالت عضو المجلس البلدي لإزلنغتون منى حميطوش، التي غادرت الجزائر في العام ,1991 إن بريطانيا ''تمنح هامش حرية كبيرا جدا للمواطنين والمقيمين، كما أن المجتمع البريطاني مجتمع متسامح، الأمر الذي استغلته بعض الأطراف (...) كل من يدخل أراضيها ويطلب اللجوء السياسي، يفتح له الباب. وقد استغل متطرفون هذا الواقع، وجعلوا من بريطانيا قاعدة للتكالب على الجزائر''، وأردفت حميطوش قائلة ''من مسجد فيزبيري بارك، سمعتهم يقولون أقتلوا الأجنة، لأنهم عندما يكبرون سيصبحون طواغيت!''. لتلفت إلى أن الجزائر ''كانت مجهولة بالنسبة للبريطانيين، ولما عرفوا قضيتها وفهموا ما يدور بها من أحداث، تعاطفوا معها''. كما نوّهت المتحدثة، بأثر هجمات 11 سبتمبر بنيويورك، وتفجيرات قطارات لندن، في مراجعة المواقف من التنظيمات المتطرفة، التي كانت تنشط في الأراضي البريطانية، ''بعد 11 سبتمبر أخذت النظرة تجاه المسلمين في بريطانيا تتغير، ثم جاءت هجمات 2005 لتؤسس لنقطة تحول، وكان لها مفعول الصدمة، لأن منفذيها ولدوا ببريطانيا وقتلوا مواطنيهم البريطانيين''. نفس الطرح ذهب إليه المستشار القانوني عبد الله سيف، الذي ولد ببريطانيا لأبوين يمنيين، حيث أشار إلى أن تفجيرات ,2005 ''جعلت الحكومة البريطانية تنتبه إلى خطر التطرف، بعد أن كانت تعتقد أن المخاطر الإرهابية مصدرها الخارج''، وأضاف أنه بعد تلك الأحداث،''أدركت لندن أنه ينبغي الالتفات إلى الجالية المسلمة، واستيعاب انشغالاتها وحمايتها من التطرف''. كما عاد منشّط الندوة، الدكتور محمد برقوق من مركز الدراسات الاستراتيجية ل ''الشعب''، لبعض مشاهداته بالعاصمة البريطانية لندن خلال تسعينيات القرن الماضي، فقال: ''كانت المنشورات التحريضية التي تتضمن دعوات إلى القتل، توزع على مرأى من رجال الشرطة،كما كان الإرهاب يوصف بأنه عنف سياسي ومقاومة''، ليخلص إلى أن لندن ''كانت عاصمة للتطرف، وكل من يدعي أنه متابع في بلاده تفتح أمامه الأبواب''.