سيكون جمهور الفن التشكيلي بداية من أمسية غد الأحد على الساعة الثالثة زوالا، وإلى غاية يوم الخميس، على موعد مع معرض مميّز للفنان التشكيلي نور الدين شرابي، الذي يعدّ تجربة مميّزة استنادا للإعاقة التي لازمته منذ ولادته حيث ولد دون ذراعين ولا كتفين، وقد تحدى هذه الإعاقة بكثير من المثابرة إلى درجة شهد له الكثير من الفنانين الجزائريين والأجانب بقدرته الفائقة على توصيف الطبيعة بالريشة مستعملا قدميه بدل أطرافه التي حرم منها منذ مولده. ومن خلال 23 لوحة من مختلف الأحجام، سيتمّكن زوار هذا المعرض الذي ستحتضنه المكتبة البلدية لرايس حميدو بالجزائر العاصمة، من التعرف عن كثب على هذه الموهبة الفذة التي قلّما تتوفر في أناس عاديين فما بالك بأشخاص يعانون الإعاقة. يبلغ الفنان نور الدين 39 سنة من العمر، عاشها رفقة عائلته التي تبلغ 12 فردا، ويشتغل بحسب ما كشف عنه شقيقه الذي يساعده على تنظيم أعماله، داخل المطبخ العائلي في ظروف أقلّ ما يقال عنها أنها مأساوية، حيث يشتغل لساعات طويلة دون كلل، وكثيرا ما تتعرض لوحاته للتلف بفعل المياه التي تتقاطر من السقف في حال هطول الأمطار. ولم يمنع المستوى الدراسي البسيط لنور الدين وهو الثامنة أساسي من مواصلة الإبداع وملاحقة أحاسيسه من خلال الريشة التي طوّعها بكثرة التواصل معها لدرجة أنّ المشاهد لأعماله لا يكاد يفرق بينه وبين الفنانين العالميين الكبار الذي يشتغلون على رسم الطبيعة ومحاكاتها. أما أول معرض جماعي شارك فيه نور الدين شرابي، فقد كان في فيفري سنة ,1995 وهو التاريخ الذي كان بمثابة خروجه إلى الجمهور. لقد استضاف قصر رياس البحر، بوسط العاصمة، معرضا للفن التشكيلي وكان نور الدين من بين الرسامين غير المعروفين الذين وجهت لهم الدعوة للمشاركة. وعرض بهذه المناسبة 16 لوحة، وقد وقف كبار الفنانين أمامها مثل الفنان نور الدين شقراني، والفنان محجوبي والراحل حمدون عليه رحمة الله. كما شارك نور الدين بلشبونة البرتغالية سنة 1998 في المهرجان العالمي للشباب، إضافة إلى مشاركته في فعاليات سنة الجزائر بفرنسا سنة,2003 وانخرط في الجمعية السويسرية للفنانين الرسامين بواسطة الفم والقدم سنة 1998 ، وهي الجمعية التي تقوم بتزويده بمواد الرسم الضرورية. وكانت القنوات التلفزيونية الأم.بي.سي، وأبو ظبي والقناة الفرنسية الثالثة، قد تلقّفت موهبة نور الدين، وقامت بإنجاز تقارير عن حسّه الفني الكبير، وقدرته الفائقة على تحدّي الإعاقة.