كشف الرهينة الفرنسي بيار كامات، الذي شكلت صفقة إطلاق سراحه من قبل تنظيم ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الساحل''، أزمة حقيقية بين الجزائر ومالي، أن خمسة إرهابيين هم من قام بخطفه وليس وسطاء كما تم الترويج له، ونقل كامات لصحيفة ''ألباييس'' الإسبانية أمس، أنه تنقل رفقة خاطفيه عبر أراضي مالية هروبا من تحديد مكانهم، كما يؤكد تعرض الرئيس المالي لضغوط فرنسية لإطلاق سراحه. نقلت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة، عن ''ألباييس'' ما قاله كامات مترجما للغة العربية، ويوضح فيه قائلا ''قاومت عملية اختطافي من فندق صغير في ميناكا شمال مالي (30 ألف ساكن)'' حيث كان يقيم فيه، وتابع ''أجل، قاومت، ركضت، لكنهم أمسكوني وأشبعوني ضربا'' كما يتذكر. ويقول عن وضعه الصحي حينها ''كسروا أربعة من أضلاعي، كما أكد لي ذلك فنيو التصوير بالأشعة خلال المعاينة الطبية التي خضعت لها لدى وصولي إلى فرنسا: كسرت أربعة من أضلاعي، لكنها، لحسن الحظ، تماثلت للشفاء وحدها'' كما يقول. ويوضح كامات ''كانوا يهددونني ويصوبون فوهات بنادق الكلاشنيكوف إلى رأسي'' ويتساءل كامات ''ما الذي كان سيجلب موتي من نتيجة؟.. لا شيء، اللهم إلا أن يظهروا المزيد من وحشيتهم''. ويروي ''كنت أتوفر على بطانية وأحيانا أحتمي إلى ظل شجرة من شمس حارقة. كانت الحرارة تقارب الخمسين درجة في الظل. كان سجنا بلا قضبان. زنزانتي كانت الصحراء''. ويكذب الرهينة السابق بشدة أن يكون تم اختطافه من قبل مجرمين عاديين باعوه لاحقا للإرهاب ''خمسة إرهابيين هم من اختطفوني مباشرة'' حسبما يؤكد، ''لكن إلى جانب متواطئين محليين في ميناكا. لم أتصور يوما إمكانية أن أتحول إلى هدف لهم، فمنذ 15 عاما وأنا أقيم لفترات طويلة في المنطقة دون أية مشاكل. ولم أعتقد يوما أن من المخاطرة قضاء أوقات في ميناكا'' كما يقول. ويكشف الرهينة السابق أن الإرهابي الجزائري عبد الحميد أبو زيد المدعو ''حميد السوفي'' هو من كان يعتقله، ويروي كيف تعرف عليه ''كان أبو زيد هو من تولى التحقيق معي بمساعدة مترجم عن الإنجليزية كان يريد أن يعرف من أنا وما الذي أقوم به بالضبط في المنطقة''، ويتابع '' كان رجلا سقيما ذا لحية طويلة مدببة لا يتخيل الرائي أنها لحية قائد''. وأكد أن فرنسا فعلا قامت بضغوط ''الإفراج عن أربعة إرهابيين ليس بهذه الأهمية'' مبررا الضغوط التي مارستها فرنسا على الرئيس المالي لكي يتصرف برحمة.. قال ''وضعي أفضل نهارا. أما الليالي فهي صعبة للغاية، ليس لأني عانيت من الكوابيس فحسب، بل كان يرهبني أبسط ضجيج. كان نومي خفيفا جدا لأني أراقب، رغما عني في الغالب، كلما يحيط بي، مثلما تعودت أن أفعل في الصحراء. ولم يكن وضعي البدني سيئا، لكني، نفسيا، أحتاج إلى إعادة ترميم''. هكذا يحاول عالم النباتات الفرنسي، ابيير كامات (61 عاما)، وهو إلى جانب والدته في بيته في إقليم فوسجي شمال فرنسا، استرجاع فترة أسره الطويلة في يد ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الساحل''. ويحكي ''كانوا يحفظون الماء في أوعية استعملت لحفظ الوقود. وكانت قذرة لكن لم يكن لي خيار غير إجبار نفسي على تجرعها. ذات الأمر ينطبق على الغذاء. كان روتينيا. يتألف من الأرز والعجائن، وفي حالات قليلة، بعض اللحم. ولكن أحيانا ينفد كل ذلك. لقد خبرت الجوع. كانت النظافة منعدمة، فخلال ثلاثة أشهر لم يعطوني أي شيء للاستحمام''. وتابع ''وصلت وأنا أعاني، بأضلاعي المكسورة والكدمات التي أصبت بها، إلى أول مخيمات الإرهابيين، ولم أتمكن أبدا من الحصول منهم على مهدئ، كما لم يزرني أي طبيب، رغم أنهم وعدوني بذلك'' كما يوضح كامات، الذي أضاف ''عانيت من مغص معوي تفاقم في الصحراء، ولم يعطوني أي شيء لتخفيف الألم''.