بعد حيرة وارتباك الحكومة المصرية في اختيار شيخ جديد للأزهر الشريف، خلفا لشيخه الراحل محمد سيد طنطاوي الذي توفي في السعودية ودفن بها الأسبوع الماضي، أصدر أمس الرئيس المصري حسني مبارك قرارا بتعيين رئيس جامعة الأزهر، أحمد الطيب، شيخا للأزهر. الخبر أوردته أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط، وجاء فيها أن أحمد الطيب البالغ من العمر 66 عاما، هو أستاذ في العقيدة الإسلامية، ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية، وعمل محاضرا جامعيا لبعض الوقت في فرنسا. وينتمي أحمد الطيب، وهو من محافظة قنا في صعيد مصر، لأسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل، ويقول علماء في الأزهر إنه واسع العلم ولم يدخل من قبل في مناقشة قضايا خلافية ولم يصدر حين كان مفتي مصر فتاوى تثير الجدل. ويرأس الطيب لجنة حوار الأديان في الأزهر، وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية أعلى هيئة علماء في الأزهر، وسيرأس المجلس بعد تعيينه شيخا للأزهر. ويعد تعيين أحمد الطيب سابقة في تاريخ الأزهر، إذ أنه يكسر التقليد الذي دأب عليه الأزهر بأن يكون شيخه يمثل رمزا له -ولو في جانبه الشكلي- بارتدائه للعباءة والعمامة الأزهرية، لذلك يخشى بعض المتتبعون للحراك السياسي و الديني الحاصل في مصر مؤخرا أن يفقد الأزهر ما بقي له من هيبة ويصبح كبقية المؤسسات الرسمية التابعة لرئاسة الجمهورية المصرية، وبالتالي يصبح شيخه مجرد موظف فيها يتقاضى أجره. لكن البعض الآخر يرى أن الازهر بمواقفه لا بعباءته سواء وضع شيخه عمامته او رابطة عنق و هو الكلام الذي يعتبره البعض مردودا ما دام للازهر الشريف علماؤه الذين تربوا في احضانه و تقاليده التي إذا حاول البعض تغييرها باسم مواكبة العصر ستفقد الازهر الشريف مكانته الشرعية و تحوله الى مؤسسة سياسية ''تفتي'' حسب الطلب . ومهما قيل عن تعيين احمد الطيب شيخا للازهز الشريف فإن مواقفه و إجتهاداته الفقهية ستكشف لا محال خريطة الطريق التي سيواصل الازهر السير على منوالها