طالبت النيابة العامة بموريتانيا القضاء الموريتاني بإصدار أوامر قبض بحق مختار بلمختار، الملقب خالد أبو العباس والمعروف ببلعور، واثنين من السلفيين يتابعان معه غيابيا في ملف ''عمر الصحراوي'' المتهم بتدبير اختطاف الرعايا الإسبان لصالح تنظيم المسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''. وكشف بيان للنيابة تلقته ''المستقبل'' أن التحقيق الذي أجري مع المعتقلين في الملف كشف أن عملية الاختطاف ''تم تنفيذها من طرف مرتزقة مستأجرين ينشطون في مجال التهريب الدولي للمخدرات والبضائع لصالح أحد أمراء التنظيم الإرهابي''. ووجهت النيابة لبلعور تهمة ''إبرام اتفاقية بهدف التصرف في حرية الغير'' وهي نفس التهمة التي وجهتها للمتهمين محمد ولد أحمد ديه الملقب ''الروجي''، وميني ولد باب ولد سيدي المختار اللذين يحاكمان غيابيا. كما وجهت لهذين المتهمين بالإضافة لعمر ولد سيد أحمد ولد حمه (الصحراوي) الذي يحاكم حضوريا بتهم ''المساس المتعمد بحياة الأشخاص وسلامتهم واختطافهم واحتجازهم دون أمر السلطات المختصة، واستخدام تراب الجمهورية لارتكاب اعتداءات إرهابية ضد مواطني دولة أجنبية، وحيازة واستغلال أسلحة وذخيرة بشكل غير شرعي''. وطالبت النيابة بإيداع الصحراوي ونحو عشرين متهما آخرين السجن والحجز التحفظي على جميع ممتلكات الصحراوي في موريتانيا، وقبل أيام تأكدت أجهزة الأمن التي تراقب نشاط الإرهاب في الصحراء الكبرى، من عودة مختار بلمختار إلى النشاط الميداني بعد سنتين من الطلاق مع العمل المسلح التقى فيها استياؤه من قيادته في الشمال، مع ضغط أسرته لحمله على الانخراط في المصالحة. وسجل ''أبو العباس'' رجوعه باختطاف الدبلوماسيين الكنديين نهاية العام الماضي. وقد دخل المختار بن محمد المختار، الشهير حركيا ب ''خالد أبو العباس''، في هدنة غير معلنة نهاية 2006 لسببين رئيسيين، أولهما نشوب خلاف حاد بينه كقائد ل ''كتيبة الملثمين'' وأمير للمنطقة التاسعة، وبين عبد الحميد أبو زيد، وهو رأس أتباع عبد الرزاق البارا من بقايا ''كتيبة طارق بن زياد''. أما السبب الثاني والذي التقى مع الأول، فيعود إلى ميل بلمختار للاستفادة من تدابير المصالحة، حيث تمكنت أسرته المقيمة بغرداية في فترة معينة، من إقناعه بأن نهج العمل المسلح الذي انخرط فيه عام ,1992 يقود إلى طريق مسدود، وأن ميثاق المصالحة فرصة لا تعوض بالنسبة له، طالما أنه سيستفيد من إبطال كل أشكال المتابعة القضائية التي تلاحقه. ويملك رجال الأمن معطيات هامة، رصدتها تحريات الميدان تتعلق بالخلاف بين بلمختار وأبو زيد المعروف بلقب ''السوفي''، أهم ما فيه أن الأول عارض نشاط الثاني فيما يخص الجانب التنظيمي للعمل الإرهابي، حيث طالبه بالرجوع إليه قبل أية عملية يقوم بها، بدعوى أنه الأمير المشرف على المنطقة، غير أن أبا زيد أظهر نوعا من التعنت، ودافع عن حريته في المبادرة بتنظيم أعمال مسلحة، وفق الظروف التي يراها مناسبة لذلك. وبقي بلمختار مترددا شهورا طويلة إلى أن تمكنت قيادة التنظيم الإرهابي في الشمال من استمالته إلى صيغة صلح بينه وبين أبي زيد. وأوفد دروكدال مستشار التنظيم العسكري يحيى جوادي المعروف ب ''يحيى أبو عمار''، إلى الصحراء مطلع 2007 للتوفيق بين الطرفين وتوحيد الكتيبتين ووضعهما تحت إشرافه، على أن يحتفظ كل من بلمختار والسوفي بالإمرة على كتيبته. ولتسجيل عودته إلى الإرهاب، طلب جوادي من بلمختار الإعداد لعمل إرهابي فكان اختطاف الدبلوماسيين الكنديين.