تجند أمس سكان قرى بلدية بوغني، الواقعة على بعد 40 كلم من مقر ولاية تيزي وزو، للوقوف ضد ظاهرة الاختطاف التي تشهدها المنطقة، و وضع حد لأحد ينابيع الجماعات الإرهابية بمنطقة القبائل. وتجسيدا لذلك قام أمس سكان قرى البلدية بتنظيم مسيرة بمدينة بوغني انتهت بالاعتصام أمام مقر دائرتهم لإسماع صوت رفضهم لتسديد أي فدية للجماعات الإرهابية التي اختطفت منذ أسبوع ''ح. علي- 80 سنة'' مقاول سابق والتي طالبت الجماعة الإجرامية بمليارين كفدية لإطلاق سراحه. وتوسيعا لعمليتهم الاحتجاجية فقد دخلت بوغني أمس في إضراب عام امتد فيما بعد للبلديات المجاورة التي عبر سكانها عن مساندتهم لوقفة عرش ايت كوفي الذي يضم 7 قرى ببوغني التي وقفت يدا واحدا ضد الاختطاف،رافضة دفع سنتيم واحد للجماعات الإرهابية ، مؤكدين أنهم سيلجؤون لطرق أخرى لإقناع المختطفين بإطلاق سراح الشيخ دون تقديم فدية للإرهابيين الذين استنفذوا أموال أثرياء المنطقة لتموين جماعاتهم وتجسيد مخططاتهم الدموية وتأتي هذه العملية الاحتجاجية بعد نفاذ مهلة ال 24 ساعة التي تركها المختطفون لاطلاق سراح الشيخ. للتذكير هذه الوقفة المضادة للاختطاف و لدفع الفدية تأتي بعد 5 أشهر من انتفاضة سكان بلدية ايفليسن الواقعة على بعد 55 كلم شمال ولاية تيزي وزو التي قررت تجفيف آخر منبع للإرهاب برفضها، وفي شهر نوفمبر الفارط دفع فدية لجماعة إرهابية اختطفت ''ط. ع'' صاحب محل لبيع المشروبات الكحولية بقرية ايفليسن وطالبت ب 700 مليون سنتيم لتخفضها فيما بعد إلى 200 مليونا، لينتهي بها المطاف ومع إصرار سكان المنطقة إلى إطلاق سراحه دون فدية. وقد قد شهدت المنطقة أول عملية اختطاف في ,2005 لترتفع تدريجيا خلال السنوات الأربع الأخيرة مستهدفة أثرياءها الذين دفعوا مبالغ ضخمة للجماعات المسلحة مقابل إطلاق سراحهم، وقد تزايد عدد العمليات حيث تم تسجيل 8 اختطافات في 2006 مقابل 15 في 2007 ليرتفع إلى نحو 50 مؤخرا ومع مرور السنوات توسع نطاقها إلى المقاولين وأصحاب الحانات والمغتربين وأبنائهم وإخوتهم. وقد تعودت الجماعات المسلحة باختلاف عددها على تحديد قيمة الفدية بقدر ثراء المختطف وترضى بالتفاوض في بعض الحالات وترفض في أغلبيتها، ليقرر مواطنو تيزي وزو رفض الدفع مقابل إطلاق سراح المختطفين نهائيا.