يسعى المركز الوطني للمخطوطات بأدرار منذ تأسيسه سنة 2006 إلى وضع برنامج خاص يضم في أولوياته زيارات ميدانية للخزانات المتواجدة في إقليم الولاية، للوقوف على واقع المخطوطات والإطلاع على عددها مع شرح للأضرار والأخطار التي تعيشها على رفوف الخزانات.. كما يحاول الفريق التقني التابع للمركز إقناع أصحاب الخزانات الخواص بأهمية المركز والطرق العلمية التي يمتلكها للحفظ، وكذا قدرته على حماية هذا الموروث الثقافي الهام من الأخطار. ورغم صعوبة المهام وحداثة المركز استطاع في ظرف وجيز سنة 2007م، إحصاء وجرد تسع وخمسين خزانة تحمل في طياتها عددا من المخطوطات، كانت محل اهتمام الباحثين من كل مناطق الوطن، ومن قبل جمعيات وتنظيمات أجنبية تزور الولاية كل سنة تقريبا. ومن المنتظر أن تشمل هذه العملية حسب بايشي عبد الله نائب مدير المركز ولايات أخرى من الوطن بعد الاستفادة من مناصب توظيف في تخصصات كان المركز في حاجة ماسّة لها كعلم المكتبات والتوثيق، الهندسة في الإعلام الآلي، مهندسين مخبريين بالإضافة إلى مساعدين وتقنيين في الأرشيف والتوثيق. وعن نوع المخطوطات المحصاة والمجردة يقول نائب المدير بأن جلها باللغة العربية تتناول عبر حقب تاريخية متباينة اختصاصات علم الفلك، الطب، الأدب، التاريخ، الفلسفة والتصوف. وبخصوص احتمال وجود مخطوطات باللغات الأخرى يضيف بايشي عبد الله يقول بأنهم متأكدون من وجود مخطوطات في مناطق مجاورة لمدينة أدرار بلغات عدة وفي سؤالنا له عند قيام المركز بعملية شراء المخطوطات، أكد لنا أن المهمة ليست سهلة تحتاج إلى دراسة دقيقة لأنها مرتبطة أساسا بإقناع مالكي المخطوطات الخواص بأهمية المركز، الدور الذي سيلعبه مستقبلا على الساحة الثقافية، كما لم يُخف أيضا وجود ملفات شراء على مستوى وزارة الثقافة ''اللجنة الوطنية للمتلكات الثقافية المنقولة وغير المنقولة تنتظر الموافقة من هذه الهيئة للقيام بالإجراءات الإدارية اللازمة لإتمام عملية شراء المخطوطات المتفق فيها مع مالكيها.