تعتبر الخزانة أو المكتبة الزيانية التابعة للزاوية الزيانية الراشدية بالقنادسة جنوببشار وسيلة هامة لحماية المخطوط حسب باحثين ومختصين في التراث المادي والغير المادي بهذه الولاية . وتضم هذه المكتبة التي توجد بالقصر العتيق بالقنادسة عددا معتبرا من المخطوطات والكتب والكتابات والمؤلفات المختلفة الخاصة بتاريخ منطقة القنادسة و الجماعات المحلية لولاية بشار وتتميز هذه الخزانة بعمق ثقافي فريد من نوعه إذ تحتوي على ما يزيد عن 250 مخطوطا في الدين والشعر والفلسفة ومراسلات وعقود مختلفة مبرمة بين شيوخ الزاوية الزيانية كما تضم هذه المكتبة عددا من المؤلفات التي تتناول عديد المواضيع العلمية بالإضافة إلى نسخ عن مذكرات ووثائق مصورة ضاربة في القدم وتحف فنية وتقليدية ولوحات فنية تتناول تاريخ مدينة القنادسة ويرى طاهيري سيدي مبارك المكلف بتسيير هذه المكتبة أن هذه الخزانة "تعد وسيلة فعالة للمحافظة على هذا الكم الهام" من المخطوط الذي تم الحصول عليه ووضعه في منأى عن الضياع والذي يوجد حاليا تحت تصرف الباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث منطقتي القنادسة وبشار . وكان رابح السبع نائب المدير العام للمكتبة الوطنية قد أعلن في زيارة سابقة له لهذه المنطقة بداية هذه السنة بأن المكتبة الوطنية تعتزم المساهمة في إعادة الاعتبار للمخطوطات الموجودة بهذه المكتبة ورقمنتها وذلك من خلال تكوين أعوان محليين في هذا المجال ويرى المسؤول بالمكتبة الوطنية بأن تشكيلة المخطوطات المتوفرة بالخزانة تعد وسيلة أخرى للتعريف بالعمق الثقافي والحضاري لهذه المنطقة من الوطن. ومن جهته أعرب الدكتور تيريشي محمد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة بشار عن ترحيبه بالمحافظة على هذه الخزانة بالتعاون مع قطاع الثقافة لأن ذلك يصب ضمن الجهود الرامية إلى وضع حد لضياع المخطوطات وحمايتها. كما يرى هذا الباحث في التراث أن هذه المكتبة فضلا عن كونها تعد "حامية للمخطوط" فإنها تمثل أداة لنشر العلم في مختلف التظاهرات والنشاطات العلمية التي تنظم بصفة دورية بالتنسيق مع الجمعية الثقافية العلمية "القندوسية" ويرى مدير الثقافة بولاية بشار من جهته أن الخزانة الزيانية تعد فضاءا ملائما لتجسيد جهود وإستراتيجية الوزارة الوصية فيما يتعلق بحماية التراث المادي للمنطقة.