بعث الملك المغربي محمد السادس أمس، برقية تهنئة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد الاستقلال والشباب، وهذا بعد أن أوفد وزيره للخارجية الطيب الفاسي الفهري ومستشاره محمد المعتصم للمشاركة في مراسم تشييع جنازة الدكتور مصطفى بوتفليقة شقيق رئيس الجمهورية. وتعد هاتان الخطوتان بروتوكوليتين بالدرجة الأولى، ولا تأثير لهما على واقع علاقات البلدين التي صفتها التأزم، رغم تأكيد الملك المغربي في البرقية حرصه على تدعيم العلاقات. وكان آخر حلقات هذا التأزم، التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي من باريس، وحملت تصعيدا في التهجم على الجزائر. قال محمد السادس في برقيته، إن الشعب المغربي ''ليشاطر شقيقه الجزائري مشاعر الاعتزاز والابتهاج بهذه الذكرى الخالدة، مستحضرين التجاوب الصادق والتضامن التلقائي الذي جمعهما في فترة الكفاح البطولي من أجل الحرية والاستقلال، إيمانا منهما بحتمية الوحدة والمصير المشترك''. كما أكد محمد السادس حرصه على العمل سويا مع بوتفليقة ''من أجل تدعيم هذه العلاقات، ومد المزيد من جسور التقارب والتواصل والتضامن بين البلدين، على أسس الوحدة والثقة وحسن الجوار والتكامل والاندماج، وفاء لرصيد عريق من روابط الأخوة ووشائج القربى، التي نسجتها الأجيال المتلاحقة، ورواد الكفاح المشترك من أجل الاستقلال، واستجابة لتطلعات الأجيال الحاضرة للاندماج، انسجاما مع منطق العصر، وإسهاما في تفعيل صرح الاتحاد المغاربي، كحتمية استراتيجية''. وكان محمد السادس قد أرسل وفدا رفيعا للمشاركة في مراسم جنازة شقيق رئيس الجمهورية االدكتور مصطفى بوتفليقة يوم السبت الماضي، وضم الوفد مستشار الملك محمد المعتصم، وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، إلى جانب سفير الرباطبالجزائر عبد الله بلقزيز، حيث كان وفد المغرب أرفع وفد أجنبي يحضر الجنازة. ويذكر ضمن هذا السياق أن الفاسي الفهري حضر تشييع جنازة الجنرال العربي بلخير، الذي كان آخر منصب شغله هو سفير الجزائر لدى المملكة المغربية. مقابل هذه الخطوات البروتوكولية، لا يزال الخطاب المغربي تجاه الجزائر، متسما بالتصعيد والاستفزاز، فيوما واحدا قبل حلول الفاسي الفهري للجزائر، لحضور جنازة شقيق رئيس الجمهورية، كان رئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي متواجدا بباريس، أين أطلق تصريحات سامة ضد الجزائر، متهما إياها ب ''شراء السلاح لجبهة البوليساريو على حساب رفاهية شعبها''. وجاءت هذه التصريحات خلال ندوة صحفية مشتركة عقدها مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون، أين قال أيضا بذات المناسبة، إن الحدود بين الجزائر والمغرب ''مغلقة منذ العام 4991، فكيف يمكن إنشاء مغرب عربي يشمل كل شعوبه في ظل حدود مغلقة''. وهي لغة المخزن المتعود على الهروب من واقع كونه محتلا لشعب بأكمله محتميا بمواقف دول غربية اصطدمت مرارا بصلابة الصحراويين وثباتهم على حق تقرير المصير.