أعلنت مصادر إعلامية فرنسية أمس أن الزيارة الأخيرة التي قام بها كلود غيان أمين عام الرئاسة الفرنسية جاءت بغرض إعلان قرار فرنسي بشطب الجزائر نهائيا من ''قائمة دول الخطر''، وأكدت أن القرار اتخذ وسوف يتم الإعلان عنه قريبا، وذهبت إلى حد وصف زيارة غيان بنقطة تحول في العلاقات بين البلدين. وقالت تلك المصادر استنادا الى دبلوماسي فرنسي أن المحادثات التي جمعت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأمين عام الإليزيه في 02 جوان الماضي في ثاني زيارة للمسؤول الفرنسي الى الجزائر منذ بداية العام لم تكن مدرجة أساسا ضمن أجندة الزيارة، وأوضحت أن غيان جاء إلى الجزائر خصيصا من أجل لقاء الوزير الأول أحمد أويحيى فقط. وان قرار بوتفليقة استقبال الموفد الفرنسي ترك انطباعا إيجابيا لدى باريس بحكم الملفات التي ناقشها الطرفان. وتنبأت نفس المصادر أن تشهد العلاقات بين الجانبين الكثير من التحولات خلال الأشهر القادمة على أن تعود المياه الى مجاريها، وتحدثت عن إلغاء السلطات الفرنسية شطب الجزائر من قائمة البلدان التي تشكل تهديدا لأمنها بعد أن أدرجتها فيها منذ شهر جانفي الماضي. وتحدثت نفس المصادر عن التنازلات التي تكون الجزائر قد حصلت عليها من الطرف الفرنسي، وتتعلق بملفات تسهيل الدخول إلى الأرشيف، بالإضافة إلى الإسراع في إنهاء الترتيبات المرتبطة بتسوية ملف الدبلوماسي محمد زيان حساني، والأهم من ذلك استكمال كافة إجراءات تعويض ضحايا التجارب النووية الفرنسية بالصحراء. كما لم تستبعد تلك التقارير أن تكون باريس قد حصلت على ضمانات من طرف السلطات الجزائرية بعدم تمرير مشروع قانون تجريم الاستعمار الذي بادر به 521 نائب في البرلمان يقودهم نائب الشلف موسى عبدي. ومن جهة أخرى وفي الشق الاقتصادي ذكرت المصادر الدبلوماسية ان كلود غيان تحادث كذلك مع الرئيس بوتفليقة حول العديد من الملفات ذات الطابع الاقتصادي، ويكون قد أبلغه انشغال باريس من تأثر المستثمرين الفرنسيين من اعتماد تدابير قانون المالية التكميلي 9002 ودعا الى منحهم معاملة تفضيلية. كما تطرق مع الرئيس بوتفليقة إلى بعض المشاريع الأخرى منها الصناعة الغذائية على مشروع الشراكة بين ''لابال'' الجزائرية و''كريستال يونيون'' الفرنسية..، ولم تُستثن من المُحادثات كذلك قضية بعض صفقات الأسلحة من قبيل شراء طائرات مروحية ''هيلوكوبتر''.