رجّحت مصادر دبلوماسية أن يقوم الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان بزيارة جديدة إلى الجزائر بعد تلك التي قام بها شهر فيفري المنصرم سعيا منه لتعبيد الطريق لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها. ونقل موقع ''كل شيء عن الجزائر'' عن مصدر دبلوماسي جزائري قوله، إن إدارة النقل بالإليزيه قد طلبت قبل أيام، تنظيم رحلة جديدة لسكرتيرها العام نحو الجزائر بعد تلك التي قام بها شهر فيفري الماضي. ومن جانبه، قال دبلوماسي فرنسي إن باريس تريد أن تبقى على اتصال دائم مع الجزائر، مضيفا أنه بالنظر إلى تعقد الأمور بين البلدين مؤخرا، فإن وزير الخارجية برنارد كوشنير لن يستطيع القيام بزيارة الجزائر، لذلك سيتولى غيان هذه المهمة. وكان غيان قد زار الجزائر في فيفري المنصرم، إلا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رفض استقباله، لتنحصر زيارته على الاستقبال الذي خصه به الوزير الأول أحمد أويحيى الذي تباحث معه حول واقع العلاقات الجزائرية الفرنسية التي تعرف حالة من التوتر والجمود، خاصة بعد التصريحات الاستفزازية التي جاءت وقتها على لسان كوشنير، حينما ادعى أن سبب التوتر بين البلدين مرده جيل الثورة، وأن الأمر سيبقى مستمرا ما لم يغادر هذا الجيل الحكم في الجزائر. وبالرغم من الزيارة التي قام بها غيان، إلا أن العلاقات بين البلدين لم تراوح مكانها بل إنها تسير في خط التوتر بسبب السياسة الفرنسية، فإضافة إلى دفع فرنسا فدية للإرهابيين مقابل إفراجهم عن جاسوسها ألبير كاميت، وكذا الشعارات العنصرية التي تضمنتها الحملة الانتخابية لحزب الجبهة الوطنية المتطرف، رفض القضاء الفرنسي انتفاء وجه الدعوى في حق الدبلوماسي الجزائري الموقوف بباريس محمد زيان حسني، والذي يعيش تحت الضغط منذ 20 شهرا. وفي هذا الإطار أعلنت الخارجية الجزائرية في بيان لها، أنها استدعت الثلاثاء الماضي السفير الفرنسي بالجزائر كزافيي دريانكور لإبلاغه احتجاجها و''تفاجئها لقرار العدالة الفرنسية إزاء طلب انتفاء وجه الدعوى، بالرغم من التماس النيابة العامة لباريس انتفاء الدعوى شهر فيفري المنصرم، على أساس الغياب الكلي للتهم ضد الموظف السامي الجزائري''، واصفة في الوقت ذاته القرار الفرنسي بغير المنتظر، وأنه ''يشكل مساسا آخر غير مقبول بالمبدأ الجوهري الخاص بقرينة البراءة''. وتمر العلاقات بين البلدين منذ أكثر من عامين بفترة حساسة، أدت إلى إلغاء رئيس الجمهورية زيارة له إلى باريس، والتي تم تأجيلها في أكثر من مرة، وصار اليوم موعدها غير محدد، كما رفضت الجزائر استقبال وزير الخارجية الفرنسي، وذلك بسبب عديد القضايا الخلافية بين البلدين التي يضاف إلى ما أشير له آنفا قضية اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعماري المخزي الذي ترفضه باريس بشدة.