اعتلى منتخب إسبانيا عرش كرة القدم بعدما اقتنص كأس العالم 2010، بإسقاط هولندا في نهائي البطولة بهدف قاتل جاء قبل نهاية الشوط الرابع بدقائق معدودة. وحصد منتخب إسبانيا أول لقب عالم في تاريخه، لينضم إلى كتيبة العظماء التي تشمل أوروجواي وإيطاليا والبرازيل وألمانيا وفرنسا وإنجلترا والأرجنتين. وجمع فريق اللاروخا بين لقب المونديال وكأس أمم أوروبا ليكتب جيل شابي هرنانديز اسمه في تاريخ كرة القدم الإسبانية. وبات منتخب إسبانيا أول فريق أوروبي يتوج بكأس العالم خارج القارة العجوز، بعدما قدم رجال فيسنتي ديل بوسكي عروضا مميزة، وفازوا بخمس مباريات، وخسروا مرة وحيدة. والمثير أن منتخب إسبانيا هو أول فريق يفوز بكأس العالم بعدما يخسر المباراة الافتتاحية في تاريخ المونديال الذي يعود ل1930. وبخلاف الانتصارات الخمسة والخسارة، فقد تعادل منتخب إسبانيا سلبيا مع هولندا في الزمن الأصلي من المباراة النهائية، قبل أن يسجل أندريس إنيستا هدف التتويج، ويخلد نفسه في المونديال الإفريقي. فقد ركض إنيستا داخل منطقة جزاء هولندا، ضاربا مصيدة التسلل، وانفرد بمرمى الفريق البرتقالي قبل أن يسكن كرته الشباك. وكما يدين منتخب إسبانيا بالفضل في تتويجه خلال النهائي لإنيستا، فإن قائد الفريق إيكير كاسياس كان بطلا فوق العادة في اللقاء بعدما رد انفرادين تامين لآريين روبن نجم الطواحين البرتقالية. شهد اللقاء عنفا كبيرا من الفريقين، ما تحول إلى 12 بطاقة صفراء، وطرد من إنذارين ناله مدافع هولندا جون هايتينجا في الشوط الثالث من اللقاء.. استغل منتخب إسبانيا الهبوط المروع للياقة فريق هولندا في الشوطين الثالث والرابع، وهيمن رجال اللاروخا على الملعب حتى حان وقت الحسم، وسجل إنيستا هدف التتويج. دفاع أسياد الكرة الهجومية التزم منتخب هولندا بالدفاع مع بداية المباراة النهائية لمونديال 2010، وذلك بغية السيطرة على المهارات الإسبانية المميزة. وبرغم ذلك، فقد حصل منتخب إسبانيا على فرصة افتتاح النتيجة مبكرا عن طريق سيرجيو راموس حين ارتقى الظهير الأيمن لركنية من تنفيذ شابي هرنانديز، وسددها بالرأس فوق المرمى. لكن ثنائي وسط هولندا مارك فان بومل ونيجيل دي يونج أعاد الاتزان لأداء الفريق البرتقالي، وكبح جماح إسبانيا. وفي تلك الفترة، هدد منتخب هولندا مرمى الإسبان في فرصتين أخطرهما في الدقيقة 36 حين مرت الكرة أمام مدافع الفريق البرتقالي مايتيسين دون أن يمنحها اللمسة التي كانت تحتاجها لتسكن الشباك. واستمر الوضع على حاله مع بداية الشوط الثاني، دفاع حذر ومرتدات هولندية، بينما استمرت المحاولات الإسبانية للهجوم دون طائل. كاسياس انفكت الخطوط الإسبانية في منتصف الشوط الثاني بسبب الالتزام الهولندي الدفاعي، وفي تلك الفترة هدد روبن مرمى كاسياس بانفراد كان بإمكانه تغيير معطيات اللقاء. فقد انطلق روبن مخترقا دفاع إسبانيا إثر بينية ويسلي شنايدر، وتسلم كرته لينفرد بكاسياس من وسط الملعب، لكن حارس ريال مدريد أخرج الكرة بقدمه، كاتبا اسمه وسط أبطال المونديال. قرر ديل بوسكي تغيير أوراقه وسحب بيدرو الذي خاض اللقاء أساسيا على حساب فرناندو توريس للمباراة الثانية على التوالي، واشترك نجم سيفيليا خيسوس نافاس. نافاس منح إسبانيا رئة هجومية كبيرة ناحية اليمين، وكادت أول عرضية سليمة له أن تثمر عن هدف أحمر حين مرت من دفاع هولندا لتصل إلى بيا، الذي تأخر في التصويب ليجد قدم هايتنجا تشاركه لمس الكرة. وفي الدقيقة 76، ارتقى راموس مجددا لركنية إسبانية واصطاد الكرة برأسه، لكن كرته افتقدت للدقة واتجهت خارج الملعب. ديل بوسكي دفع بصانع الألعاب سيسك فابريجاس قبل نهاية الوقت الأصلي للقاء، ما أثمر عن الكثير في الشوطين الإضافيين. انتهى دور هولندا في الشوطين الإضافيين، وضح أن دور هولندا في المباراة انتهى بعدما افتقر اللاعبون البرتقاليون للياقة اللازمة. وما ساهم في ذلك أن وجود فابريجاس مع شابي وإنيستا كفل للفريق الأحمر الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط الهولندي. وتوالت الفرص الإسبانية بعد ذلك، أخطرها في الدقيقة 104 حين انفرد فابريجاس بالمرمى البرتقالي، وصوب دون دقة لتضيع الكرة على اللاروخا. حاول بيرت فان مارفيك المدير الفني لهولندا تعديل اوراقه فدفع برافايل فان دير فارت على حساب دي يونج، ما تسبب في غرق أكثر للطواحين. فقد بات فان بومل وحيدا في مواجهة المد الإسباني، وأثمر ذلك عن انفرادات جديدة لإنيستا من إحداها خرج هايتنجا مطرودا بنيله بالبطاقة الصفراء الثانية. ثم جاء هدف التتويج الإسباني حين استغل إنيستا مصيدة التسلل الفاشلة من هولندا، وانفرد بالمرمى مسكنا الكرة في الشباك البرتقالية، ليهدي اللاروخا اللقب العالمي.