يعد المطلوع السخون والكسرة نجمي المائدة الرمضانية لهذا العام، ويبقى المطلوع أو ما يسمى ب ''خبز الخمير''، محافظا على شعبيته كأحد أهم المنتجات التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، حيث تسيل رائحته الشهية لعاب الصائمين وتدفعهم للتسابق لاقتنائه، بمجرد خروج الفطائر من الأفران التقليدية التي تنتشر هنا وهناك، ويتلذذ الصائمون بفطائر ''المطلوع الساخن'' وتناولها على الفور مع طبق الشربة والسلطة بمختلف أنواعها. وإلى جانب المطلوع الساخن، هناك أيضا خبز الكوشة الذي تقوم ربات البيوت بطهيه على طواجين الطين، فيما يتفنن الخبازون في تقديم أنواع من الخبز خلال شهر الصيام، لم ينل من هوس العائلات.. وتقول الحاجة فاطمة (65 سنة) إنّ الكسرة كما المطلوع وخبز الكوشة، تحظى بنكهة خاصة عند الصائمين، ويرى آخرون أنّ الكسرة التي تُطهى في طاجين الطين طعمها أفضل بكثير من خبز المخبزة. وأكدت لنا الحاجة فاطمة أنّها تجلب ما يكفيها من القمح وتقوم بتحضيره بالطريقة التقليدية الموروثة، حيث تقوم بتنقيته من الشوائب ثم غسله وبعد تقطيره جيدا من الماء، تعرضه لأشعة الشمس ليوم أو يومين حتى يجف ثم تتم تعبئه في أكياس لينتهي به المطاف إلى مطحنة الحي، على أن يتم طهيه على امتداد أيام رمضان، وتعتبر السيدة خديجة أنّ الكسرة مثل المطلوع وسائر مقتنيات الخبز التقليدي خفيفة وفاتحة للشهية على عكس الخبز العصري. وسمح هذا التهافت على الخبز التقليدي، بانتعاش المطاحن التقليدية التي كاد يتآكلها الصدأ في وقت ما، والزائر لعديد المطاحن في الجزائر العاصمة، يلاحظ تلك الحيوية الكبيرة التي صارت تتمتع بها، ويوضّح السيد أحمد، صاحب مطحنة، بأنّ الضغط زاد على مطحنته خلال هذه الفترة. ويشجّع أطباء على استهلاك الخبز التقليدي، ويصفونه بالخبز كامل المكونات ويستدلون بغنى القمح بالألياف والفيتامينات، لذا أصبح ينصح بالرجوع إليه في العديد من الحالات، ما أسهم في تعزيز رواجه بين المصابين بأمراض المعدة. ويعتبر استهلاك كسرة القمح ناجعا و صحيا، طالما أنّ حبة القمح تحتوي على حوالي 07 بالمائة من الفيتامينات والأملاح الأمينية، إضافة إلى تموقع القمح كمصدر رئيسي لفيتامين (ب)، ما يجعل الاعتماد عليه أساسيا للحصول على تغذية متوازنة وسليمة.