فقد المنتخب الوطني نقطتين ثمينتين في أولى خطواته نحو التأهل إلى بطولة الأمم الإفريقية 2012 بغينيا والجابون بعد تعادله بهدف لمثله مع منتخب تنزانيا في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الجمعة على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وهو التعادل الذي جاء بطعم الخسارة. وفشل ممثل العرب الوحيد في بطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا في التخلص من الهواجس التي طالته تحت قيادة مدربه رابح سعدان، ولم يحقق الفوز على الفريق التنزاني رغم الفارق الكبير في الإمكانات واللاعبين. بدأ منتخب تنزانيا بالتسجيل في الدقيقة 33 من تسديدة قوية من كرة ثابتة عن طريق جيري تيجيتي تذهب على يسار رايس مبولحي وسط دهشة الجماهير التي ملأت ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. وتعادل للخضر عدلان قديورة من تسديدة صاروخية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول من خارج منطقة الجزاء لم يرها الحارس التنزاني سوى في الشباك. بدأ المنتخب الوطني بضغط كثيف على الدفاع التنزاني، لكن الهجوم اتسم بالعشوائية، وتسرع اللاعبون في تسجيل الأهداف. ولاحت لمهاجمي الخضر العديد من الكرات الخطيرة، لكنها افتقدت الدقة من حسن يبده، وعبد القادر غزال، وعبد الملك زياية. وسار هذا الشوط على وتيرة واحدة؛ هجمات متتالية من الخضر يقابلها تنظيم دفاعي محكم من الفريق التنزاني الذي استبسل لاعبوه في الدفاع، وتشتيت الكرات مع اللعب على الهجمات المرتدة. ومع بداية الشوط الثاني، نزل المنتخب الوطني ضاغطا بغية تسجيل هدف التقدم بعد أن منحه الهدف الذي سجله عدلان قديورة في نهاية الشوط الأول أفضلية كبيرة نحو تحقيق الفوز. وبعد مرور ثلاث دقائق فقط من عمر هذا الشوط كاد عبد القادر غزال أن يسجل الهدف الثاني من الكرة التي اشترك فيها مع مدافعي تنزانيا، لكن الكرة تخرج إلى ضربة ركنية. وتوالت الركنيات للمنتخب الجزائري الذي ضغط بكل قوة حتى إن منتخب تنزانيا لم يصل إلى مرمى رايس مبولحي خلال الدقائق الخمس الأولى من عمر هذا الشوط. ولعب منتخب تنزانيا على الهجمات المرتدة السريعة، لكن مجيد بوقرة نجم الدفاع الجزائري تألق كالعادة، واستطاع قطع كل الكرات الخطيرة. في الدقيقة 57؛ يسدد رياض بودبوز كرة بيسراه قوية ينقذها الحارس حسن شعباني بغرابة شديدة، ويطيح بها إلى خارج الملعب. في الدقيقة 60 يرسل نذير بلحاج كرة رائعة خلف الدفاع التنزاني إلى عبد الملك زياية يهيئها على صدره، ويتدخل المدافع التنزاني لحظة التسديد ليطيح بالكرة إلى ركلة ركنية. في الدقيقة 70 يجري رابح سعدان تغييره الأول بنزول جمال عبدون بدلا من رياض بودبوز لتنشيط الناحية الهجومية بعدما مال الأداء للهدوء مع رغبة تنزانيا في الحفاظ على التعادل، ويرد المدير الفني لتنزانيا بتغيير أيضا داخل الملعب. بعدها مباشرة يسحب رابح سعدان عبد الملك زياية غير الموفق، ويدفع باللاعب العامري الشاذلي. ويرتدي الحارس التنزاني ثوب التألق من جديد وينقذ أول كرة من جمال عبدون كادت أن تضع المنتخب الجزائري في المقدمة، لكنه تصدى لها ببراعة. وسقط لاعبو تنزانيا أكثر من مرة على الأرض، في محاولة منهم لإضاعة المزيد من الوقت نظرا لاقتراب المباراة من نهايتها. واحتسب حكم المباراة 5 دقائق وقتا بدل ضائع، لكنّ لاعبي الجزائر فشلوا في استغلالها ليفقد الخضر نقطتين ثمينتين في مشوارهم نحو التصفيات المؤهلة للبطولة.