يلتحق اليوم الاثنين أكثر من 1,8 ملايين تلميذ بمقاعد الدراسة بتسجيل زيادة محسوسة في عدد التلاميذ تقدر ب 7,2 بالمئة عبر جميع الأطوار التعليمية، وسيؤطر هؤلاء التلاميذ ما لا يقل عن 597 ألف مؤطر. واختار وزير التربية الوطنية ولاية البيض لإعطاء إشارة انطلاق الدخول المدرسي الجديد الذي يكون هذه السنة بعنوان ''تاريخ الجزائر'' من خلال التطرق الى الشخصيات التاريخية لكل منطقة. ويأتي الدخول المدرسي لهذه السنة أيضا نسخة طبق الأصل للسنوات السابقة بسبب لغة التصعيد التي رفعتها النقابات المستقلة وتهديداتها باللجوء الى إضراب عام في حال لم يتم الاستجابة لمطالبها التي في غالبها اجتماعية ومتصلة بالمنح والعلاوات. كما ان الدخول المدرسي الجديد يأتي في وضع تميزه عدة إجراءات أعلن عنها وزير التربية الوطنية سواء تعلق الأمر بتوفير الكتاب المدرسي او مواصلة البرامج التضامنية لفائدة قرابة 4 ملايين معوز، او تلك المتصلة بالاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح التربوي. وقال أبو بكر بن بوزيد وزير التربية ان ما يميز الدخول الجديد هو الشروع في تسيير المؤسسات التربوية من خلال عقد للنجاعة يوقع مع مديري التربية في كل الولايات ووزارة التربية من جهة، وبين مديري التربية ومديري المؤسسات التربوية من جهة اخرى. وأوضح بن بوزيد في هذا الشأن بأن إجراءات جديدة اتخذتها الوزارة وتتلخص في ربط عقد بين كل من وزارة التربية ومديريات التربية من جهة، وبين هذه الأخيرة والمؤسسات التربوية من أجل الوصول إلى نتائج أحسن من النتائج المتوصل إليها من ذي قبل في هذا القطاع الحيوي. وأضاف ''قد حان الوقت للمجالس على مستوى المؤسسات التربوية الآن والتي تحوي كلا من الأساتذة وأولياء التلاميذ وممثلي المسيرين، ليقدموا لنا في الأخير نتائج تبين نقاط الضعف في المؤسسات لهذه السنة بعد إخضاعها طبعا لعملية التحليل والتشريح المفصل''. وأشار الى استحداث لجنة تعمل على رقمنة التسيير ومتابعة الغيابات التي تؤثر سلبا على النتائج الدراسية. وعنها قال وزير التربية إن هذا اللجنة ستعمل مدة 6 أشهر لتقوم برقمنة التسيير الإداري البيداغوجي وتكوين المتكونين، وتكمن أهمية هذه اللجنة في متابعة التغيب. وهددت الوزارة من جهة أخرى باتخاذ إجراءات عقابية في حق الأستاذة والمعلمين والإداريين تصل إلى حد الفصل، وذلك في حال تسجيل ثلاثة غيابات متتالية، كما يتعرض التلاميذ الى نفس المصير في حال تكررت غياباتهم أيضا. وهذا الإجراء الجديد قد يكون السبب في توتر العلاقة بين نقابات القطاع والوزارة، خاصة مع ارتفاع الاصوات المنادية الى تجنب الاجراءات الردعية في قطاع هو بحاجة الى الحوار اكثر منه الى المواجهة. ومن جهة أخرى، وبخصوص التحضيرات المادية لهذا الدخول، فقد رصدت الدولة 9 ملايير دينار لدفع المنحة الخاصة للتمدرس والتي يستفيد منها قرابة 4 ملايين تلميذ معوّز يتامى ومعوقين وتلاميذ منحدرين من أسر ذات دخل ضعيف.