خرج المخرج رشيد بوشارب عن صمته من بعد اتهامه بحر هذا الاسبوع بسرقة سيناريو فيلمه المثير للجدل في الاوساط الفرنسية والمعروف ب ''خارجون عن القانون'' وعبر لإحدى الجرائد الفرنسية ''Le Journal du Dimanche'' نهار امس السبت عن انزعاجه من اثارة مثل هذه القضية ووقوفه امام القضاء الفرنسي يوم 12 اكتوبر القادم متسائلا عن الخلفية الحقيقية لهذا الامر، وكيف ان مجرد فيلم يثير كل هذا الجدل الاعلامي والسياسي، وكيف ان البعض يسعى لتوقيف عرضه من خلال اثارة مثل هذه القضية قضائيا. من جهة اخرى، اكد بوشارب لذات الجريدة ان كل الاتهامات الموجهة اليه لا اساس لها من صحة، وانها محض افتراء، مشيرا الى انه لم يتسن له الالتقاء او قراءة سيناريو المؤلفين فريد عفيري وفيليب روك -صاحبي الدعوى القضائية- شارحا كيف ان تفاصيل قصة سيناريو الفيلم مستمدة اساسا من قصة عائلته وحياته الخاصة ومن ماضيه المعاش بأحياء القصدير الباريسية، وان ذاكرته التاريخية والعائلية تعود بالاساس لتلك الحقبة التاريخية التي تطرق لها فيلمه ''خارجون عن القانون'' وان بدايات التفكير في هذا السيناريو كانت مع فيلمه ''الأهالي'' 2003 -2004 مذكرا في ذات الوقت بخزانته الفيلمية التي انجزها طوال مساره السينمائي ببعض الافلام التي تطرق من خلالها لبعض التفاصيل التي يتهم بأنه سارقها، ومن هذه الافلام فيلمه ''سنوات الضياع'' الذي اخرجه سنة 1996 والذي يتحدث من خلاله عن قصة العائلات التي هجرت من الجزائر الى فرنسا، وكذا فيلميه ''عنب الغضب'' و''جيوش الظل'' كل هذه الاعمال موجودة وتعتبر من الارث السينمائي العالمي. فيما يخص القضية التي يشير اليها كثيرا متهموه ''بالسرقة'' والمتعلقة بقصة الملاكمة بفيلمه ''خارجون عن القانون'' قال بوشارب انه كان من المدافعين عن هذا المنحى بالفيلم، علما جبهة التحرير الوطني منعت سنة 1958 مشاركة الملاكمين الجزائريين بالبطولة الفرنسية انذاك، وهي قصة تاريخية معروفة لا يمكن تجاهلها، مشيرا الى ان شريكه في كتابة سيناريو فيلمه المثير للجدل اوليفيي اورال'' Olivier Lorelle'' كتب من قبل سيناريو فيلم عن الملاكمة. يبدو ان الزوابع الإعلامية التي سبقت وتلت عرض فيلم ''خارجون عن القانون'' لمخرجه رشيد بوشارب ستعود من جديد، لكنها هذه المرة كانت من نوع آخر واتجهت الحملة المعادية للفيلم نحو العدالة حيث سيقف يوم 12 اكتوبر 2010 المخرج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بوشارب أمام القضاء الفرنسي للرد على الاتهامات التي وجهت له من طرف كاتبي السيناريو ''فريد عفيري'' و''فيليب روك'' اللذين اتهماه بسرقة سيناريو فيلمهما وعنوانه ''Sparring Partner'' لإخراج فيلمه الاخير ''خارجون عن القانون'' حيث قدما جزءا من فيلمها المذكور عنوانه لشركة انتاج رشيد بوشارب سنة 2005 ولم يحصلا على أي رد منها بالسلب أو الإيجاب ثم لاحظا سنة 2010 الشبه الكبير بين العملين خلال عرض الفيلم بمهرجان ''كان'' السينمائي، لذا قرر الاثنان التوجه للقضاء الفرنسي للمطالبة بتعويض مالي وقدره 750000 يورو ووقف الفيلم الذي من المقرر أن تنطلق عروضه التجارية بفرنسا خلال الأسبوع القادم وتحديدا يوم 22 سبتمبر. غريب ان تتصادف هذه الدعوى القضائية ضد فيلم بوشارب وبداية عرضه الأسبوع القادم بفرنسا، علما أن جبهة الاقدام السوداء والحركى وممثلي الاحزاب اليمينية الفرنسية هي التي تتزعم معارضة الفيلم الذي يفضح الاستعمار الفرنسي بالجزائر خاصة خلال الفترة التاريخية التي يتطرق لها بالتركيز على مجازر 8 ماي 45 بسطيف، وكانت هذه الحملة الاعلامية والسياسية قبل وخلال وبعد عرضه بمهرجان ''كان'' السينمائي، ويبدو ان نفس الجهة تقف وراء تحريك القضية في العدالة الفرنسية بعدما عجزت عن الظفر بالحرب الاعلامية والسياسية. فهل سيتمكن رشيد بوشارب وفريق عمله من اجتياز الزوبعة القضائية بعدما مرت الزوبعة الاعلامية والسياسية بسلام؟.