الخوف من التفجير يوقف عرض "الخارجون عن القانون" ببوردو قام مساء أول أمس مجهولون بوضع قواوير تحتوي على مواد تنظيف كمادة الأمونياك داخل قاعة سينما "ميغاراما" وسط مدينة بوردو الفرنسية، أثناء عرض فيلم "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب، وبمجرد اكتشافها تم توقيف العرض وتدخل رجال الشركة والمطافئ، حسب تصريحات المسؤولة عن هذه القاعة لوكالة الأنباء الفرنسية. ذات المتحدثة أوضحت بأنه تم فتح تحقيق حول هذه الأحداث الجديدة التي عرقلت مشاهدة هذا الفيلم.. الحادثة سبقتها تهديدات بتفجير قاعات السينما التي تعرض هذا الفيلم المثير للجدل صادرة عن رجل متقاعد في ال 68 من عمره في مدينة سان رافائيل، اعتقلته الشرطة الفرنسية يوم الأربعاء الفارط.. واتضح بأنه ينتمي الى اليمين المتطرف وبالضبط الى جماعة اشتهرت في السبعينات بالاعتداء على المصالح الجزائرية بفرنسا.. ووجهت لهذا الفرنسي المتطرف الذي يكون قد اتصل من مقصورة هاتف عمومي تهمة البلاغ الكاذب التي تعرضه للحبس لمدة سنتين، لكن يبدو أن العدالة ستعيد تكييف التهمة بعد أحداث قاعة سينما "ميغاراما" ببوردو، فقد شرع مجهولون، بمحاولة تنفيذ جزء من التهديدات.. ويذكر أن "الخارجون عن القانون" يثير ضجة كبيرة بفرنسا منذ عرضه الأول في مهرجان كان الدولي في الربيع الفارط.. ضجة أثارها أساسا اليمين الفرنسي المتطرف بدءا بتنظيم مظاهرة تنديد بهذا العمل في قلب المدينة السينمائية بدعوى أنه "يسيء الى ذاكرة الجيش الفرنسي" ومرورا بتشكيل لجنة مناهضة له انضم اليها الكثير من المغرضين والحاقدين مثل قدامى "الحركى" الذين أصدروا بيانا وصفوا من خلاله "الخارجون عن القانون" بأنه وصمة عار على جبين فرنسا". ووصولا الى الدعوة الى تنظيم عدة مظاهرا لمنع عرض فيلم بوشارب في قاعات السينما لأنه حسب أنصار اليمين المتطرف ومن معهم من الحاقدين "استفزاز في عقر الديار الفرنسية" وأيضا "تشويه لتاريخ فرنسا". والأغرب أن كل من كاتبي السيناريو فريد عفيري وفيليب روك اتهما منذ أكثر من اسبوعين المخرج رشيد بوشارب بسرقة فيلمهما "سبارينغ بارتنرز" (صراع الشركاء) ورفعا دعوى ضده ستنظر فيها محكمة باريس يوم 12 أكتوبر المقبل، هذا الاتهام جعل بوشارب يقرر أن يكسر جدار الصمت ويرد عبر جريدة "لوجورنال دوديمانش" الفرنسية بأن كل ما قيل لا أساس له من الصحة وأن فيلمه المثير للجدل مستمد من قصة حياته وحياة والديه وأصدقائهما الذين عاشوا في حي قصديري بالضاحية الباريسية.. مشيرا الى انه بدا التفكير في سيناريو "الخارجون عن القانون" عندما كان ينجز فيله "انديجان" في 2003 و 2004 وهو يسرد قصة ذات بعد انساني لثلاثة اشقاء جزائريين تمزقهم الحرب.. لكن يبدو أن فرنسا لا تريد أن تواجه تاريخها الاستعماري.. خاصة وأن الفيلم يسلط بعض الضوء على مجازر 8 ماي 1945 والكثير من الجرائم الفرنسية بالجزائر التي عاشها الإخوة الثلاثة بين 1930 و 1962.