يبدو أن الصراع الموجود داخل نقابة مركب ''أرسيلور ميتال'' الكائن بمنطقة الحجار بولاية عنابة يتجه نحو الحل وذلك بعد تدخل الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي فصل لصالح إعادة إجراء انتخابات لاختيار الأمين العام للنقابة وأعضاء المكتب ناهيك عن انتخاب رئيس لجنة المساهمة ومكتبها التنفيذي من طرف أعضاء الجمعية العامة لهذه اللجنة. لم يتم لغاية أمس تحديد تاريخ إعادة الانتخاب لكن ذلك سيتحدد قريبا، حسب ما أورده لنا مصدر نقابي، بهدف استئناف المفاوضات مع الإدارة العامة حول أرضية المطالب العمالية المنبثقة عن إضراب نهاية جوان الماضي، على رأس ذلك ملف الأجور والاتفاقية الجماعية الجديدة للمؤسسة. وجاء موقف الاتحاد العام للعمال الجزائريين من الصراع داخل هذا المركب، بعد المشاورات التي جمعت النقابة بممثلي الاتحاد المحلي لولاية عنابة من جهة ومبعوث الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين ممثلا في الأمين الوطني حمارنية، من جهة أخرى، وهي مشاورات انتهت إلى الاتفاق على الاحتكام إلى الانتخابات من أجل تجاوز الأزمة وعدم الإضرار بالمداخيل المالية لهذا المركب الضخم، سيما بعد تصريحات مسؤولي المركب التي تضمنت بأن الصراعات المُسجلة مؤخرا داخل النقابة أثرت سلبا على الإنتاج ومنه على المداخيل المالية. ومعروف أن مركب ''أرسيلور ميتال''، أو الحجار سابقا، يشهد منذ سنوات وبالضبط بعد خصخصته، عدة اضطرابات عمالية لا تكاد تهدأ حتى تعود إلى الواجهة من جديد، وبالرغم من التماسك الصلب الذي شهدته النقابة قبل قرار الخصخصة بحيث كان يُضرب بها المثل عند الحديث عن قوة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إلى جانب نقابة الميكانيك والإلكترونيك ونقابة السيارات الصناعية ''سوناكوم سابقا'' بالرويبة، إلا أنها لم تصمد كثيرا وأصبح اليوم الإخوة، الذين جندوا العمال مئات المرات للدفاع عن حقوقهم ووقفوا في وجه الرصاص في وقت سابق، أعداء يتقاتلون فيما بينهم بالأسلحة البيضاء ويتقاضون أمام العدالة لأخذ الحق من بعضهم البعض. ومن بين الأشياء السلبية التي تُسجل على الاتحاد العام للعمال الجزائريين في هذا الملف هو الغياب الملحوظ الذي فضل اختياره سابقا بالرغم من كون الصراع بين الأمين العام الحالي للنقابة، إسماعيل قوادرية، والأمين العام الأسبق، عيسى منادي، يعود إلى أكثر من ثلاثة أشهر وازداد حدة منذ شهر جويلية الأخير، أي بعد الإضراب الذي دخلت فيه النقابة في 21 جوان الأخير والذي جاء بعد توقيع الاتحاد العام للعمال الجزائريين على الاتفاقيات القطاعية بتاريخ 1 ماي 2010 المتضمنة رفع أجور العمال، وهي الاتفاقيات التي لم تعترف بها الإدارة العامة للمركب في البداية، وذهب آنذاك المسؤول الأول عن ''أرسيلور ميتال''، حسب ما أورده لنا الأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية، إلى حد القول بأنه لن يُطبق الاتفاقية ولا يعترف بها لأنه ليس قطاعا عموميا، لكنه تراجع فيما بعد عن هذه التصريحات.