أكد أمس المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي ''كناس''، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أخذت بعين الاعتبار المطالب التي رفعها تنظيمه والمتعلقة بصياغة مضمون المرسوم الخاص بالبحث العلمي، موضحا أن ذلك يبعث على التفاؤل عند الخوض في ملف نظام التعويضات الذي يبقى الشغل الشاغل لأساتذة القطاع في الوقت الراهن، وشدد المتحدث على أن ''كناس'' تلقى بارتياح مضمون المرسوم الأخير، ما دفعه إلى اتخاذ بعض القرارات على رأسها تأجيل دورة المجلس الوطني إلى يومي 12 و22 أكتوبر الجاري. أورد المنسق الوطني لنقابة ''كناس'' عبد المالك رحماني، بأن هذا الموقف الإيجابي الذي تُبديه نقابته تجاه القرارات الجديدة للوزارة لا يعني بالضرورة أن قرار توقيف الحركة الاحتجاجية المقرّرة مع مطلع السنة الجامعية الجديدة قد تم تبنيه فعليا، قائلا في هذا السياق ''لقد اعتقدنا في فترة من الفترات بأن مسار الحوار الذي جمعنا بالوصاية قد ذهب وانتهى إلى الفشل الذريع، وزادت هذه القناعة بمجرد صدور تعليمة 81 ماي المتعلقة بتنظيم البعثات العلمية نحو الخارج''، مشددا على أن هذا الانطباع السلبي بدأ يزول بعد قرارات اجتماع مجلس الوزراء التي نراها تكريسا لإرادة سياسية فعلية للتكفل بانشغالات الأسرة الجامعية. واعتبر المتحدث أن المستجدات الأخيرة دفعت بقيادة النقابة إلى إقرار تأجيل تاريخ انعقاد دورة المجلس الوطني التي كانت مقررة يوم 7 أكتوبر من هذا الشهر بعدما تم تأجيلها خلال المرة الأولى من 91 سبتمبر الماضي، ودافع رحماني عن المواقف التي ما فتئ تنظيمه يبديها في كل مرة حيال مختلف التطورات التي شهدها القطاع، موضحا بأن ''كناس'' نقابة مُستقلة تمارس كافة الوسائل المتاحة أمامها من أجل الضغط على الوصاية لتحقيق مطالبها، وهي تُدافع في النهاية عن الجامعة العمومية ولا تريد الدخول في صراعات عقيمة أو أن تُجبر للذهاب نحو خيار الإضراب. ورافع في السياق ذاته لصالح حوار جدي وشراكة حقيقية تخدم مصلحة الجامعة الجزائرية، موضحا أن المرسوم الأخير أظهر فعلا عن إرادة سياسية وأعاد الثقة للأساتذة الجامعيين بعد أن اعتقدوا بأن مسار ثلاث سنوات من الحوار قد انتهى نحو الفشل الذريع، مُضيفا أن التدابير التي جاء بها المرسوم لفائدة قطاع البحث العلمي تُعتبر بمثابة استثمار حقيقي وصحيح، وهي تُعبّر كذلك عن وجود إرادة سياسية فعلية لإعادة الاعتبار للجامعة الجزائرية.