التزمت الحكومة بإقرار زيادات هامة في أجور أساتذة الجامعات وهو ما يفسّر التفاؤل الذي انتهت إليه سلسلة الاجتماعات التي عقدها وزير التعليم والبحث العلمي مع نقابات القطاع، وبحسب تأكيد منسق أساتذة التعليم العالي "كناس" فإنه يمكن اعتبار أن ملف النظام التعويضي قد طوي نهائيا "بعد ما سمعناه من كلام تطمينات من الوزير"، معلنا عن لقاء أخير ينتظر أن ينعقد قبل نهاية الشهر الجاري للحسم في كل التفاصيل المتعلقة بهذا الجانب. قال عبد المالك رحماني المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي، إن الاجتماع التي عقدته قيادة هذا التنظيم النقابي مع الوزير رشيد حراوبية إلى غاية ساعة متأخرة من يوم أمس الأول قد أثمرت بنتائج إيجابية، لكنه رغم ذلك تفادى الحديث بلغة الأرقام عن الأمور التي تم الاتفاق عليها، مكتفيا بالإشارة في هذا الشأن إلى "إننا متفائلون من خلال كل ما سمعنها من التزامات خلال الاجتماع وننتظر أن تتضح الصورة أكثر فأكثر قبل دخول العام الجديد". وأوضح رحماني في تصريح خصّ به "الأيام الجزائرية" بأنه يمكن لأساتذة القطاع الاطمئنان هذه المرة، واستند في هذا التفاؤل إلى مضمون الخطاب الأخير الذي ألقاه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال إشرافه على افتتاح السنة الجامعية بجامعة فرحات عباس الشهر الماضي، مؤكدا أنه شكّل الأرضية والمرجعية التي منحت الضوء الأخضر للحكومة وبالأخصّ الوزارة الوصية من أجل اتخاذ التدابير الضرورية للتكفل الأحسن بانشغالات أساتذة القطاع. وبقدر ما تفادى المنسق الوطني لنقابة ال "كناس" الحديث عن الأرقام التي تم الاتفاق عليها، بقدر ما سجّل في المقابل أن التنظيم ينتظر الآن الملموس من طرف السلطات العمومية، مثلما أفاد أيضا في تصريحه بأن اللقاء الأخير المرتقب خلال الأيام القليلة المقبلة سيحّدد كل التفاصيل المتعلقة بالأرضية المطلبية لأساتذة التعليم العالي، ويضع هذا التفاؤل الذي أبداه محدثنا حدّا للتهديد بالإضراب الذي كان ال "كناس" قد هدّد بشنه مباشرة عقب العطلة الشتوية. إلى ذلك أورد عبد الملك رحماني أن ما ينتظره أساتذة التعليم العالي هو إعادة الاعتبار لهم من خلال ضمان راتب شهري محترم يغنيه عن التفكير بمختلف مشاغله اليومية، وعليه فإن المتحدث توقع أن تقفز هذه الأجور بعد اعتماد نظام التعويضات إلى مستويات غير مسبوقة تكون في حدود ما يتقاضاه نظراؤهم في المغرب تحديدا، مضيفا: "ما يهمنا أكثر هو الجانب التقني وكيفية الاستفادة من الزيادات لأن الأستاذ الجامعي يحتاج الآن إلى أجرة تسدّ رمقه بما يجعله يتفرّغ كليا للمهام الأساسية المسندة إليه..". جدير بالإشارة إلى أن لقاء وزير التعليم العالي مع قيادة نقابة ال "كناس" استمر لحوالي أربع ساعات وكان النظام التعويضي الملف الوحيد في جدول الأعمال، وهو ما حصل كذلك خلال اليوم نفسه مع نقابة الأساتذة الجامعيين التي خرج أمينها العام هو الآخر متفائلا بالنتائج المتوصل إليها مع رشيد حراوبية حينما توقع أن تصل الزيادات في الرواتب إلى حدود 150 بالمائة إذا تمّ احتساب المنح الثابتة وهي المنحة الخاصة بالتعليم العالي ومنحة التأطير والبحث ومنحة النوعية والأداء ومنحة التكوين العلمي المتواصل، بالإضافة أيضا إلى المنح المتغيّرة.