* السابق * 1 of 2 * التالي يستضيف المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر وبالتعاون مع دار النشر سيديا يوم الاحد 6 جوان على الساعة الخامسة مساء ، المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا لتقديم كتابه الجديد '' لغز ديغول خياره للجزائر '' الصادر عن دار النشر لافون الفرنسية، والذي كشف فيه المؤرخ الفرنسي، بنيامين ستورا، أن الجنرال شارل دوغول الذي عاد الى الحكم في ماي ,1958 لم يرغب أبدا في دمج الجزائريين في الجمهورية الفرنسية بالرغم من تبني الجمهورية الفرنسية لمطلب الجزائر الفرنسية، رغم كل محاولات الحكومات الفرنسية المتتالية القضاء عليها، خاصة وأن مرحلة رئاسة دوغول كانت الأعنف والأكثر دموية ضد الثورة وذلك لأسباب عديدة منها قضية الدين الإسلامي. وقدّم ستورا في كتابه الجديد رؤية جديدة لمواقف الجنرال ديغول من استقلال الجزائر المستعمرة. كشف المؤرخ بنيامين ستورا ولاول مرة أن الجنرال ديغول ''لم يكن يتمنى أبدا إدماج الجزائر في فرنسا'، فلقد كان ديغول يؤكد في كل خطبه فرنسية الجزائر، ففرنسا كانت متمسكة بالجزائر في حين استغنت عن 12 مستعمرة في إفريقيا، ويوم 16 سبتمبر 1959 أعلن ديغول في خطابه الشهير فكرة الإستقلال الذاتي للجزائر وهو ما لم يفهمه حينها الفرنسيون وذلك لانه خاف من تأثير العامل الديني في تركيبة الجزائر وتأثيرها على فرنسا مستقبلا '. ويشير الكتاب إلى أن طرح دوغول لفكرة تقرير المصير للشعب الجزائري تبقى موضع تساؤل، حيث أنه في الوقت الذي قال للأقدام السوداء التي أتت لتحيته في الجزائر العاصمة يوم 4 جوان 1958 ''لقد فهمتكم''، كان بصدد اتخاذ خياره بأن تكون الجزائر جزائرية، وأن ديغول قرر منح الاستقلال للجزائر بعد مسلسل من الأحداث، وبعد أن تبنى لبعض الوقت فكرة إدماج الجزائروفرنسا في جمعية على شاكلة منظمة الكومنوالث لمستعمرات بريطانيا القديمة، وهذا لرغبة ديغول في تنظيف أوربا، يقول ستورا، من بقايا المستعمرات، وخصوصا التخلص من مجموعات المسلمين، كونه لم يتصور أبدا إمكانية دمج المسلمين من أصل جزائري في المجتمع الفرنسي وتمتعهم بكامل حقوقهم، معتبرا أن تاريخ الأمة الفرنسية أنتجته الحضارة المسيحية فقط، حيث كانت نظرته إلى الثقافة الإسلامية على أنها جسم دخيل. ويعتقد ستورا بأن نظرة دوغول إلى أن تلعب فرنسا دور قلب أوربا ساهم في أن يقتنع بأن الجزائر للجزائريين، وأن المفارقة الكبيرة هي أن داعمي فكرة الجزائر فرنسية هم من يتبنون المبادئ الجمهورية للثورة الفرنسية لعام ,1789 في حين أن المنادين باستقلال الجزائر يدعون إلى التفرقة والانفصال تحت شعار احترام ثقافة كل شعب.