نزل المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، يوم أمس، ضيفا على مكتبة العالم الثالث في عملية بيع بالتوقيع لكتابيْه ''سر ديغول، خياره بالنسبة للجزائر'' و ''الغرغرينة والنسيان''، والذي أعادت دار سيديا نشرهما في الجزائر. وفي هذا السياق نشط بنيامين ستورا ندوة صحفية تناول فيها باختصار شديد، مواضيع مختلفة من بينها قضية اقتصار كتابة التاريخ على المؤرخين فقط أو عدمه، فقال انه ليس بالضروري أن يكتب التاريخ، المختص وحسب، بل يمكن لأي مهتم بهذا المجال ان يكتب بشرط أن تتوفر فيه عوامل عديدة أهمها مصداقية المعلومات التي يستقيها ويعتمد عليها في مؤلفه، بالإضافة الى الجديد الذي يمكن ان يضيفه في الحقل التاريخي كاستعماله أرشيفا حديثا وغير ذلك. وفي هذا السياق، أعطى المتحدث أمثلة عن أشخاص تحولوا إلى مؤرخين بارزين مثل الفيلسوف ميشال فوكو وبائع الموز فيليب آرياس. بالمقابل تناول ستورا الذي سيقدم محاضرة اليوم بالمركز الثقافي الفرنسي حول آخر إصداره'' سر ديغول، خياره بالنسبة للجزائر''، بعض أسباب قرار ديغول في قضية استقلال الجزائر، ومن بينها اهتمام هذا الأخير ببناء أوروبا وتعرض فرنسا لضغوطات من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقا وكذا تصميم الجزائريين على استقلال البلد وغيرها من العوامل، مضيفا أن ديغول شخصية سياسية تعاملت مع الواقع بصفة تدريجية أي انه لم يكن يريد استقلال الجزائر حينما عاد الى الحكم سنة 1958ولكن الظروف المتوالية جعلته يغيّر رأيه. أما عن مسألة الهويّة الوطنية، فأشار المؤرخ أن كل أمة تشهد في خضمها تحولات من الضروري ان تدرس وتفهم مقاصدها، مستطردا أن حركية الأمة، امر طبيعيّ وضروري بشرط ان تكون وفق أسس واضحة ولكن-يضيف المتحدث-يجب أن تحدث باشتراك كل من الدولة والمجتمع معا، وليس من طرف الدولة فقط مثلما يحدث في فرنسا في الفترة الأخيرة. بالمقابل، كشف ستورا عن تزايد عدد الباحثين الفرنسيين المهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية والاستعمار الفرنسي، مضيفا أن اغلبهم ينتمون الى الجيل الثالث للمهاجرين وبالتالي يحاولون تسليط الضوء على أصولهم وجذورهم.