بالتعاون مع دار النشر سيديا جمهور المركز الثقافي الفرنسي بالجزائر على موعد غدا الأحد مع جلسة تاريخية ينشطها المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا لتقديم كتابه الجديد " لغز ديغول خياره للجزائر " الصادر عن دار النشر لافون الفرنسية حيث كشف المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، أن الجنرال شارل دوغول الدي عاد لسدة الحكم في ماي 1958 ، لم يرغب أبدا في دمج الجزائريين في الجمهورية الفرنسية بالرغم من تبني الجمهورية الفرنسية لمطلب الجزائر الفرنسية، رغم كل محاولات الحكومات الفرنسية المتتالية القضاء عليها، خاصة وأن مرحلة رئاسة دوغول كانت الأعنف والأكثر دموية ضد الثورة وذلك لأسباب عديدة منها قضية الدين الإسلامي. وقدّم ستورا رؤية جديدة لمواقف الجنرال ديغول من استقلال الجزائر المستعمرة كما كان في كل خطبه يؤكد فرنسية الجزائر، وما يؤكد ذلك تمسك فرنسابالجزائر مقابل تفريطها في 12 مستعمرة في إفريقيا جراء قوة الثورة ولكن يكسر ديغول الطابوهات يوم 16 سبتمبر 1959 حينما أعلن في خطابه الشهير فكرة الإستقلال الذاتي للجزائر وهو ما لم يفهمه حينها الفرنسيين بمختلف إنتماءاتهم وربما هو إستشراف من تأثير العامل الديني في تركيبة الجزائر وتأثيرها على فرنسا مستقبلا كشف المؤرخ بنجامين ستورا أن الجنرال ديغول ''لم يكن يتمنى أبدا إدماج الجزائر في فرنسا''، ويشير الكتاب إلى أن طرح دوغول لفكرة تقرير المصير للشعب الجزائري تبقى موضع تساؤل، حيث أنه في الوقت الذي قال للأقدام السوداء التي أتت لتحيته في الجزائر العاصمة يوم 4 جوان 1958 ''لقد فهمتكم''، كان بصدد اتخاذ خياره بأن تكون الجزائر جزائرية، وأن ديغول قرر منح الاستقلال للجزائر بعد مسلسل من الأحداث، وبعد أن تبنى لبعض الوقت فكرة إدماج الجزائروفرنسا في جمعية على شاكلة منظمة الكومنوالث لمستعمرات بريطانيا القديمة، وهذا لرغبة ديغول في تنظيف أوربا، يقول ستورا، من بقايا المستعمرات، وخصوصا التخلص من مجموعات المسلمين، كونه لم يتصور أبدا إمكانية دمج المسلمين من أصل جزائري في المجتمع الفرنسي وتمتعهم بكامل حقوقهم، معتبرا أن تاريخ الأمة الفرنسية أنتجته الحضارة المسيحية فقط، حيث كانت نظرته إلى الثقافة الإسلامية على أنها جسم دخيل. ويرى كتاب ستورا بأن نظرة دوغول إلى أن تلعب فرنسا دور قلب أوربا ساهم في أن يقتنع بأن الجزائر للجزائريين، وأن المفارقة الكبيرة هي أن داعمي فكرة الجزائر فرنسية هم من يتبنون المبادئ الجمهورية للثورة الفرنسية لعام 1789، في حين أن المنادين باستقلال الجزائر يدعون إلى التفرقة والانفصال تحت شعار احترام ثقافة كل شعب وبخصوص الجدل القائم حول الفيلم الجديد لرشيد بوشارب " الخارجون عن القانون " وقع المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا على لائحة احتجاج ومساندة لفيلم "الخارجون عن القانون" ومخرجه رشيد بوشارب، في مواجهة حملة اليمين المتطرف المعارضة لمشاركة الفيلم في مهرجان "كان" السينمائي الدولي. كما إعترف ستورا أن السينما الفرنسية لم تتناول الانفصال بين الجزائروفرنسا كنتيجة لإرادة الجزائريين في الاستقلال، بل كان ينظر إليه كخيانة أو كإهمال من طرف الفرنسيين وأشار إلى أن الأحداث المأساوية والمجازر التي عرفتها سطيف، "فالمة وخراطة" سنة 1945 لم تظهر في السينما الفرنسية ولو بطريقة التورية، لأنها تعتبر "ثقبا أسود في الذاكرة"، كما تجاهلت السينما الفرنسية كافة المجازر التي تعرض لها الثوار في الجزائر. واعتبر أن المشكلة تكمن كلّها في رؤية الماضي الاستعماري، وصعوبة "أن نقيم مأتم عزاء على خسارة الجزائر الفرنسية، التي تبقى جرحا عميقا في تاريخ الوطنية الفرنسية".