لم يكن أول أمس يوم سعد الأنصار الجزائريين الذين تنقلوا بقوة إلى جنوب إفريقيا لمناصرة المنتخب الوطني في كأس العالم بعد أن عاشوا اوقاتا عصيبة جدا عقب نهاية مباراة الجزائر وسلوفينيا ولم يتمكنوا من مغادرة مدينة بولوكوان التي احتضنت اللقاء نحو مدينة بريتوريا مقر إقامتهم إلا بقدرة قادر بعد ان فشل منظموا تنقل الانصار من التحكم في المسائل التنظيمة بعد نهاية المباراة، ليضاف ذلك إلى الاحباط الكبير الذي لمسناه لدى الأنصار بعد الهزيمة المرة لزملاء زياني امام المنتخب السلوفيني. أنصار لم يجدوا الحافلات التي جاؤوا فيها وكانت مفاجأة الانصار الذين خرج بعضهم بالدموع بعد نهاية لقاء سلوفينيا، كبيرة جدا عندما وجدوا أنفسهم بدون تأطير ولا تنظيم، حيث غادرت الحافلات التي جاؤوا فيها من دون ان تنتظرهم، وهو ما أثار استياءهم وبث الكثير من الفوضى وسطهم في الشوارع المحيطة بملعب بيتر موكابا ببولوكوان، خاصة ان الحافلات الكبيرة التي جاءت بهم من مدينة بريتوريا كانت بعيدة عن الملعب، في حين ان الحافلات الصغيرة التي سمح لها بالاقتراب من محيط الملعب لنقل الأنصار نحو الحافلات الكبيرة كان عددها قليلا جدا ولم تتمكن من نقل العدد الكبير من الأنصار. فوضى كبيرة والأنصار كانوا تائهين ولم يجد الأنصار بعد نهاية اللقاء من يرشدهم ولا حتى من يضعهم في الصورة لتوضيح كيفية العودة إلى مقر بريتوريا، حيث قال لنا العديد من الأنصار الذين التيقيناهم في بولوكوان وحتى بعد الوصول إلى بريتوريا إنهم لم يجدوا أي شخص يمكن أن يرشدهم إلى الحافلات التي جاؤوا فيها، خاصة بعد أن عمت الفوضى والقلق وسط الجزائريين الذين لم يمر احد منهم بتجربة مماثلة، لا سيما أن حلول الليل يتم في وقت مبكر في هذه الفترة من السنة بجنوب إفريقيا. الأنصار: ''لم نجد أثرا للمنظمين ولا المرشدين'' هذا وقال لنا الأنصار الغاضبون الذين التقيناهم ''لم نجد أثرا للمنظمين ولا مسؤولي الديوان والنادي السياحيين الجزائريين، كما لم يرشدنا أي شخص لكيفية العودة إلى حافلاتنا... لقد عانينا كثيرا للبحث عن وسيلة أخرى للعودة إلى مقر إقامتنا إلى بريتوريا، خاصة أن مدينة بولوكوان معزولة والكثير منا لا يتقن اللغة الإنجليزية للتفاوض والبحث عن وسيلة نقل للعودة إلى بريتوريا''. الكثير منهم لم يكن يحمل أموالا تكفيه للعودة هذا وأكد لنا بعض الأنصار أن العديد من من اضطر للبحث عن وسيلة نقل للعودة إلى بريتوريا لم يكونوا يحملون الأموال الكافية لدفع ثمن النقل، لأنهم كانوا يتوقعون العودة كما جاؤوا، خاصة أنهم قاموا بجميع تلك الإجراءات قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا ''لقد دفعنا ثمن الإقامة والنقل، وفي اتفاقنا مع منظمي رحلة الأنصار إلى جنوب إفريقيا كان النقل من الإقامة إلى الملاعب مضمونا ذهابا وإيابا.. لكننا تفاجأنا بما حدث لنا ليلة اول امس''. الجزائريون وقعوا تحت رحمة ''الكلونديستان'' وفي محاولة من الأنصار الذين فاتتهم الحافلات التي نقلتهم في الصباح الباكر إلى بولوكوان، للعودة بأي وسيلة إلى مقر إقامتهم ببريتوريا، وقعوا ضحية الناقلين الخواص أو "الكلاندستان'' ببولوكوان، حيث اشترطوا مبالغ كبيرة جدا لنقل الأنصار إلى العاصمة السياسية لجنوب إفريقيا، وهو ما وقفنا عنده، خاصة ان الجنوب إفريقيين استغلوا تنظيم كأس العالم لرفع الأسعار بشكل كبير، حيث ان اسعار النقل وحتى الأكل مرتفعة، وقد اضطر الأنصار لقبول العروض المقترحة عليهم مرغمين حتى لا يبيتوا في العراء. أفراد الجالية الجزائرية أنقذوا بعض الأنصار وكان لأفراد الجالية الجزائرية المقيمين بجنوب إفريقيا في مساعدة بعض الأنصار وفق ما تسنى لهم، حيث نقلوا البعض منهم على متن سياراتهم وإلى غاية مقر إقامتهم ببريتوريا رغم أن بعضهم لا يقيم بهذه المدينة، كما توقفوا في الاستراحات بالطريق السريع الذي يربط بين بولوكوان وبريتوريا كلما شاهدوا أنصارا جزائريين هناك لمساعدتهم على اقتناء ما يحتاجون إليه، وهناك حتى من طلب من بعض الانصار أن يتكفل بإيوائهم ثم إيصالهم إلى مقر إقامتهم. اللاعبون القدامى متذمرون كما عبر لنا بعض اللاعبين القدامى عن تذمرهم من الفوضى التي حدثت بملعب بولوكوان، حيث صرح لنا أحدهم أنه متقدم في السن ولا يمكنه تحمل ''التطباع'' كما قال في الحافلات والجري وراءها للفوز بمقعد من اجل العودة نحو بريتوريا، حيث يقيم عدة لاعبين ممن تم اختيارهم من أندية القسمين الاول والثاني مع الأنصار. الوصول إلى بريتوريا بعد 8 ساعات وبالنظر للفوضى التي حصلت، تأخر البعض من الأنصار في الوصول إلى بريتوريا، حيث وصلوا بعد ثماني ساعات كاملة رغم ان المسافة بين العاصمة السياسية لجنوب إفريقيا وبولوكوان لا تتعدى 300 كلم، وقطع هذه المسافة لا يستدعي اكثر من 3 ساعات، وشاهدنا البعض منهم يدخل مقر الإقامة في منتصف الليل. اجتماع للمنظمين مع الأنصار واجتمع بعض المنظمين بالأنصار بمقر الإقامة من أجل تهدئتهم وبحث المشكل الذي حصل، حيث أكدوا انه كان خارجا عن إرادتهم ووعدوا الأنصار باتخاذ اجراءات تنظيمية أفضل خلال التنقل إلى مدينة كيب تاون، خاصة ان هذه الأخيرة تبعد بحوالي 1400 كلم عن بريتوريا وأي مشكل في تنظيم تنقل المناصرين يعني الكارثة هذه المرة. جيار تنقل صباح أمس إلى مقر الإقامة وفور سماعه لما حدث للأنصار أول أمس تنقل وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار إلى مقر إقامة الأنصار صباح أمس على جناح السرعة للاستفسار حول ما حدث، كما عقد اجتماعا طارئا مع المنظمين، وقدم تعليمات صارمة جدا لتنظيم تنقل الأنصار إلى مدينة كيب تاون التي تحتضن المباراة الثانية ل ''الخضر'' أمام إنجلترا، وذلك من أجل تفادي ما حدث في بولوكوان.