صنع أمس أنصار المنتخب الوطني الحدث في جنوب إفريقيا إنطلاقا من مدينة بريتوريا التي تعتبر مقر إقامة ما يقارب 2000 مناصر جزائري، وصولا إلى ملعب بيتر موكابا بمدينة بولوكوان التي تبعد عن بريتوريا بحوالي 280 كلم، وهي المسافة التي لم يهدأ خلالها الجزائريون رغم تعب الطريق واستيقاظهم المبكر من أجل اللحاق في الوقت المناسب بمدينة بولوكوان. الساعة السابعة صباحا.. الإنطلاق من بريتوريا واستيقظ الأنصار الجزائريون المقيمون بمدينة بريتوريا مبكرا، حيث برمج موعد انطلاق الحافلات المقلة للأنصار من مقر إقامتهم نحو ملعب بيتر موكابا على الساعة السابعة صباحا بتوقيت جنوب إفريقيا، أي على الساعة السادسة صباحا بتوقيت الجزائر، ورغم التوقيت المبكر فإن الآلاف من الانصار كانوا في الموعد لركوب الحافلات وسط أجواء حماسية كبيرة جدا بالشارع المحاذي لمقر إقامتهم كاسرين بذلك هدوء المدينة الهادئة في الفترة الصباحية. الكثير منهم لم ينم أول أمس وفي حديثنا مع الانصار قبل مغادرتهم لبريتوريا اكد لنا العديد منهم انهم لم يقدروا على النوم أول أمس لأنهم كانوا ينتظرون موعد مباراة سلوفينيا بفارغ الصبر، كانوا مشتاقين للمنتخب الوطني والدخول في اجواء المونديال بصفة رسمية، لا سيما أنهم شاركوا أول أمس انصار المنتخب الارجنتيني فوزه في اللقاء الأول أمام نيجيريا، وهو ما اكده لنا هشام من عنابة الذي تنقل إلى جنوب إفريقيا لمناصرة ''الخضر'': "لم أستطع النوم ليلة أمس (يقصد أول أمس) وكأنني أنا الذي سيلعب المباراة.. أنا أنتظر لقاء لاعبي المنتخب الوطني في الملعب على أحر من الجمر..''. حوالي 35 حافلة لنقل الأنصار وقد خصص الديوان السياحي الجزائري منظم رحلة الأنصار حوالي 35 حافلة لنقل ما يقارب من 2000 مناصر جزائري من بريتوريا إلى ملعب بولوكوان، حيث جرت الإجراءات التنظيمية في أجواء ممتازة جدا ورد فعل إيجابي من الأنصار الذين احترموا الظروف التنظيمية، حيث سمح لكل حافلة ممتلئة بمغادرة المكان وهكذا دواليك حتى تم نقل الجميع. توزيع الآلاف من الأعلام الوطنية هذا ووزع المنظمون الجزائريون الأعلام الوطنية على جميع الأنصار الذين كانوا أيضا "مدججين'' بالألوان الوطنية، حيث بدا كل شيء بالالوان البيضاء، الخضراء والحمراء، كما حمل الأنصار عدة اكسسوارات مزينة بالألوان الوطنية، الأمر الذي أضفى على موكب الأنصار جمالية خاصة لفتت أنظار الجميع على طول الطريق نحو بولوكوان. "وان، تو ثري، فيفا لالجيري'' ماركة جزائرية مسجلة وفور انطلاق حافلات أنصار المنتخب الوطني بدأت الأهازيج الجزائرية تدوي في سماء بريتوريا، وكان شعار ''وان، تو ثري فيفا لالجيري'' المفضل لدى الجنوب إفريقيين الذين كانوا يرددونه مع الانصار الجزائريين عن ظهر قلب، حيث أكدوا لنا ان العديد من الجنوب إفريقيين يعرفون هذا الشعار كما نعرف نحن الجزائريين شعار ''بافانا بافانا'' لقب منتحب جنوب إفريقيا. الجزائريون أهدوا الجنوب إفريقيين الأعلام الوطنية هذا وأهدى الجزائريون الاعلام الوطنية التي كانت بحوزتهم للمناصرين جنوب إفريقيين الذين طلبوا ذلك من اجل مناصرة المنتخب الجزائري لأنهم يحبون الجزائر وتاريخها، ولأن الجزائر منتخب إفريقي يستحق التشجيع في مونديال إفريقي مئة بالمئة. "الفوفوزيلا'' ترافق الجزائريين لكن الشيء الجديد هذه المرة في طريقة مناصرة الجزائريين يتمثل في اقتناء انصارنا "للفوفوزيلا'' وهي رمز الأنصار الجنوب إفريقيين، حيث أقبل الجزائريون على شرائها بكثرة، وتعلموا طريقة استعمالها رغم أن الكثير لا يحتمل الصوت الذي تصدره، لا سيما أن الجنوب إفريقيين لا يتوقفون أبدا عن استعمالها طوال التسعين دقيقة. ''فلسطين الشهداء'' حاضرة في ملعب بولوكوان وكما وعد به الجزائريون قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا، كان العلم الفلسطيني حاضرا بملعب بيتر موكابا ببولوكوان إلى جانب العلم الجزائري، كما ردد الأنصار شعار "فلسطين الشهداء'' معلنين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وسكان غزة التي كانت بدورها حاضرة في هتافات الأنصار الجزائريين. الجزائريون لم ينسوا أردوغان إلى ذلك علق الجزائريون علم تركيا وذكروا اسم رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان تعبيرا عن تقديرهم لموقف الأخير في قضية قافلة الحرية التي كانت متوجهة نحو غزة قبل أن تتعرض لاعتداء سافل من قبل الاحتلال الصهيوني. المنتخب السلوفيني أول من وصل الملعب كان المنتخب السلوفيني أول من وصل ملعب موكابا في بولوكوان، حيث دخلت الحافلة التي كانت تقله إلى الملعب على الساعة 5511 بتوقيت جنوب إفريقيا، وبدا التركيز شديدا على وجوه اشبال كيك عند نزولهم من الحافلة تباعا للدخول إلى غرفة الملابس. دخلوا إلى معاينة الملعب بعد 5 دقائق ومباشرة بعد ذلك قام لاعبو المنتخب السلوفيني بمعاينة أرضية ملعب بولوكوان تحت تصفيرات الأنصار الجزائريين الذين يبدو انهم أرادوا التأثير على معنوياتهم، خاصة ان عدد أنصار سلوفينيا كان قليلا جدا مقارنة بالجزائريين، ولم يتمكنوا حتى من إيصال صوتهم لتحية لاعبيهم. حافلة ''الخضر'' وصلت في الساعة 03: 12 وفي الوقت الذي كان فيه السلوفينيون يعاينون أرضية الميدان وصلت حافلة "الخضر'' في الساعة ,0312 وكان رئيس الفاف محمد رواورة ووليد صادي اول من نزل من الحافلة وتبعهما سعدان وجلول، في حين كان حسان يبدة أول اللاعبين النازلين من الحافلة متبوعا بمهدي لحسن. دخلوا أرضية الميدان تحت هتافات الأنصار ورغم أن عدد الأنصار الجزائريين لم يكن كبيرا جدا عندما وصل زملاء زياني إلا أنهم استقبلوا اللاعبين عندما دخلوا لمعاينة أرضية الميدان بطريقة رائعة جدا ووسط تشجيعات كبيرة رد عليها زملاء مطمور بالتصفيق والابتسامة. بعض الأنصار اقتحموا أرضية الملعب لتحيتهم لكن بعض المناصرين الجزائريين لم يكتفوا بهذا الاستقبال حيث اقتحم حوالي 13 مناصرا أرضية الميدان في الجهة المقابلة لمنصة الصحافة لتحية بعض اللاعبين على غرار بلحاج، غزال، مطمور ومنصوري، وهناك من أخذ حتى صورا تذكارية على السريع معهم قبل ان يتدخل أعوان الملعب ليعيدوهم إلى المدرجات في هدوء تام. غزال طلب منهم العودة إلى المدرجات هذا وطلب قلب هجوم المنتخب الوطني عبد القادر غزال من الأنصار العودة إلى المدرجات وعدم اقتحام أرضية الميدان، وهو الأمر الذي قبله الأنصار وردوا بالتصفيق على مهاجم سيينا الإيطالي. روراوة يعانق منصوري أمام الأنصار قام رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة بالتفاتة طيبة قبل بداية المباراة عندما قام بمعانقة اللاعب يزيد منصوري المبعد من التشكيلة الاساسية، في محاولة منه لرفع معنويات قائد المنتخب الوطني في السنوات الخمس الأخيرة، خاصة أن عدم المشاركة كأساسي في المونديال تؤثر على نفسية أكبر اللاعبين في العالم. تفاعل كبير مع معلق الملعب وتفاعل الأنصار الجزائريون بقوة مع معلق الملعب عندما بدأ في ذكر التشكيلة الأساسية لكل منتخب، حيث لقيت أسماء لاعبي ''الخضر'' تحية خاصة من الأنصار، في حين أن أسماء لاعبي التشكيلة السلوفينية لاقت موجة من التصفير لتؤكد سيطرة الأجواء الجزائرية على مدرجات ملعب موكابا ببولوكوان. العلمان المغربي والتونسي حاضران من أجل ''الخضر'' وإلى جانب الأنصار جنوب إفريقيين الذين حضورا لمناصرة منتخبنا الوطني، سجلنا حضور مغربيين حملا العلم المغربي وجلسا إلى جانب الجزائريين لمناصرة التشكيلة الوطنية، وهو الامر المعروف عن المغاربة الذين ناصروا الجزائر بقوة خلال التصفيات المونديالية، وهو نفس الشيء الذي ينطبق على العلم التونسي الذي كان جنبا إلى جنب مع العلم الجزائري أيضا. الإنجليز ناصروا سلوفينيا والغريب في الأمر هو وجود مناصرين إنجليز إلى جانب أنصار المنتخب السلوفيني حيث علقوا أعلامهم هناك وناصروا السلوفينيين طوال المباراة، ورغم ذلك فإن صوتهم لم يكن مسموعا مقارنة بالجزائريين. الجزائريون يردون.. ''خافونا والرد في كيب تاون'' وعلق الجزائريون الحاضرون بالملعب على خيار الأنصار الإنجليز بالقول إنهم خائفون من المنتخب الوطني الجزائري وقدرته على خلط حساباتهم خاصة بعد تعثر أشبال كابيلو في المباراة الأولى امام نيجيريا، وقال أنصار ''الخضر'' إن رد الجزائريين سيكون في ملعب كيب تون عندما يواجهون إنجلترا. سعدان وقف كثيرا على غير العادة وعلى غير العادة، وقف المدرب الوطني رابح سعدان كثيرا خلال مباراة امس لتوجيه النصائح للاعبين، وتدخل عدة مرات في اللقاء وهو الذي تعود على الجلوس والبقاء هادئا طوال المباريات، ويبدو ان سعدان كان يدرك جيدا اهمية اللقاء من اجل باقي المنافسة. اللاعبون وجدوا صعوبات كبيرة في التعامل مع الكرة وأرضية الميدان ووجد زملاء بوڤرة صعوبات كبيرة في التعامل مع كرة المونديال ''جابولاني'' وأرضية الميدان نصف الاصطناعية ونصف الطبيعية، حيث ضيع اللاعبون عدة تمريرات وكرات بسبب السرعة الكبيرة للكرة على أرضية الملعب الجديدة التي لم يسبق لهم اللعب عليها سابقا،ڤلتتأكد المخاوف التي عبر عنها سعدان وبوقرة خلال الحصة التدريبية التي أجروها بملعب لولوكوان قبل المباراة. مغني حاضر في ملعب بيتر موكابا ولم ينس الأنصار الجزائريون مدلل ''الخضر'' مراد مغني الغائب عن المونديال بداعي الإصابة، حيث كان لاعب لازيو روما الإيطالي حاضرا في المدرجات من خلال الصور التي حملها الأنصار على أقمصتهم والرايات التي حملت رسائل تشجيع لمغني الذي افتقده الجميع هنا في جنوب إفريقيا. أول ركنية لسلوفينيا في الدقيقة ال 38 تحصل المنتخب السلوفيني على أول ركنية له في الدقيقة 38 من المباراة، وهو ما يؤكد سيطرة ''الخضر'' على مجريات الشوط الاول، خاصة أن زملاء بيرسا لم يتمكنوا من تنظيم هجماتهم بسبب ضغط لاعبينا المتواصل. مصباح اللاعب الوحيد الذي لم يغادر الميدان بعد نهاية الشوط الأول على عكس بقية زملائه الذين رافقوا اللاعبين الأساسيين إلى غرف حفظ الملابس بعد نهاية الشوط الأول، بقي مدافع ليتشي الإيطالي فوق أرضية الميدان وداعب الكرة أمام أنظار الانصار إلى غاية بداية الشوط الثاني. زيدان إلى جانب جيار لمساندة ''محاربي الصحراء'' وفى اللاعب الدولي الفرنسي السابق والجزائري الأصل زين الدين زيدان بوعده وكان حاضرا أمس بالمنصة الشرفية لملعب بيتر موكابا ببولوكوان إلى جانب وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار لمناصرة المنتخب الوطني، حيث رغم ارتباطاته الكثيرة، أصر على حضور المباراة لتشجيع زملاء زياني والوفاء بوعده. الجنوب إفريقيون كانوا سعداء وعبر لنا الجنوب إفريقيون من المتطوعين المشاركين في تنظيم كأس العالم عن سعادتهم بتواجد زين الدين زيدان في ملعب بولوكوان وهو الحدث الذي وصفوه بالكبير جدا خاصة أن حضور زيدان يزيد من قيمة المونديال الذي تنظمه جنوب إفريقيا. بفضل الجزائر زار زيدان بولوكوان وفي حديثنا مع متطوعي المونديال الجنوب إفريقيين الذين ينحدرون من مدينة بولوكوان، اكدوا أنه بفضل الجزائر حضر زيدان إلى مدينتهم، ولهذا فهم لن ينسوا فضل الجزائر عليهم في هذه النقطة بالذات بعد أن ساهمت في حضور نجم عالمي من قيمة زيدان إلى بولوكوان. غزال ينذر بعد 40 ثانية من دخوله يبدو أن المهاجم عبد القادر غزال كان متوترا جدا قبل دخوله، خاصة أنه لم يكن متعودا على الجلوس في كرسي الاحتياط، والدليل تلقيه لبطاقة صفراء مباشرة بعد 40 ثانية فقط من تعويضه لزميله رفيق جبور. كان متوترا وغير مركز ما عجل في طرده ويبدو أن عدم تعود غزال على الجلوس على مقعد البدلاء أثر كثيرا على نفسيته، حيث بدا قلقا جدا وهو ما كلفه الحصول على بطاقتين صفراوين والطرد. الأنصار حيّوا اللاعبين بعد نهاية المباراة ورغم وقع الهزيمة عليهم، فإن الأنصار الجزائريين حيوا اللاعبين وصفقوا لهم بعد نهاية اللقاء لرفع معنوياتهم قبل مقابلة إنجلترا، وكان التأثر باديا على زملاء بوڤرة وخرجوا محبطين جدا.