أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق،، عن تأسيس حزبه الجديد ''جمهورية التضامن''. وقبل عامين ما زالت تفصل عن موعد رئاسيات 2012 في فرنسا، قال دوفيليبان إن حركته هي البديل عن سياسة حكومة الاتحاد من أجل حركة شعبية، وعلى رأسهم الرئيس نيكولا ساركوزي. وأمام أكثر من خمسة آلاف شخص من المناصرين، صاغ رئيس الوزراء الفرنسي السابق جملة مقترحات أشبه ببرنامج رئاسي، مدرجا ضمن أولويات حزبه المعول عليه للإطاحة بغريمه ساركوزي، مسألة تحسين العلاقات مع الجزائر، وبخاصة توقيع معاهدة الصداقة المجمدة منذ خمس سنوات. معلنا أنه يأمل في أن يتم الوصول إلى تحقيق هذه الغاية بين الجزائروفرنسا، معترفا بأن هذه المبادرة لم يتم استكمالها من طرف ساركوزي. ودعا الوزير الأول السابق في عهد جاك شيراك، في خطاب ألهب حماسة آلاف الحضور مساء السبت إلى مصالحة مع الماضي الاستعماري والاعتراف بأخطائه كما فعل شيراك بالإقرار بالاستعباد وباضطهاد اليهود، منتقدا رفض ساركوزي الإقرار بممارسات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، موجها عبر هذا الخطاب رسائل واضحة حول مستقبل العلاقات الثنائية بين الإليزيه والجزائر. ولم يخف خصم ساركوزي الجديد أنه يعول على كل الفرنسيين من كل الأصول والفئات الاجتماعية لدخول قصر الإليزيه في رئاسيات ,2012 وحاول دوفيليبان دغدغة مشاعر المهاجرين وأبناء المهاجرين ولاسيما الجزائريين والعرب والمسلمين منهم على العموم، منتقداً ما وصفه بالتجاوزات التي شهدها النقاش حول الهوية الوطنية، و''استغلال الدولة للخوف من الآخر ومن الإسلام''، محذراً من ''انقسام فرنسا'' لأن فرنسا - كما قال- ''الخائفة أو المجزأة هي ببساطة ليست فرنسا''، ووعد بالذهاب إلى لقاء كل الفرنسيين في مدنهم وقراهم وضواحيهم. وبدأ دوفيليبان بالفعل بجولات عدة شملت الضواحي التي يقطنها المهاجرون بشكل خاص بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. وبدا واضحا أن دوفيليبان، لن يفرط في أصوات المهاجرين وأبنائهم في توسيع حظوظه في كسب رهان الرئاسيات الفرنسية المقبلة، مُعلنا ضمنيا بأنه ضد السياسات الحالية للحكومة باستهداف كل ما له علاقة بالإسلام. وفي خطاب دام أكثر من ساعة ونصف وجه المحامي والكاتب دوفيليبان انتقادات لاذعة للنظام الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي الحالي الذي وصفه بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهاجم المسؤولين السياسيين الحاليين وجمعهم بين أكثر من منصب وأكثر من مرتّب، معتبرا أن السياسة التزام وليست وظيفة. وتوقف صاحب خطاب ال''لا'' لغزو العراق، الذي أبهر الفرنسيين والعالم من على منبر مجلس الأمن عام ,2003 مطولاً عند موقع فرنسا ''المتراجع'' في العالم، فانتقد مجدداً قرار عودة فرنسا إلى القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، و''انحناء فرنسا أمام بعض الرؤساء ومنهم الرئيس الصيني''، متسائلاً عن ''مقترحات'' فرنسا في الشرق الأوسط والعراق وإيران وأفغانستان حيث ''تترك فرنسا جنودها يقتلون في أفغانستان''. وأكد ''حق الفلسطينيين بدولة''. ودافع بشراسة عن ضرورة أن تتخذ أوروبا موقفاً سياسياً قوياً.