دومينيك دوفيليبان سيكون منافسا قويا لساركوزي في رئاسيات 2012 ، لقد كشف عن نواياه بعد تأسيسه حزبا سياسيا، معلنا الانفصال عن زملائه في حزب ساركوزي، لكن نواياه في الرئاسة ظهرت عام 2008 لكنه لم يتمكن من الترشح بسبب ما أثير من »فضائح« كان متهما فيها. ويبدو أن دوفيليبان أصبح يمتلك أوراقا حقيقية بسبب »فشل« ساركوزي في الملفات التي فتحها، فعلى الصعيد الداخلي فقد ساركوزي نفوذه بسبب السياسة التي انتهجها، حتى أنها وصفت ب »العنصرية«، منها موقفه من سكان الضواحي وخاصة المهاجرين وأبنائهم، وملف الهوية حتى انقسم المجتمع الفرنسي إلى قسمين، ثم ملف البرقع والحجاب والهجرة الإنتقائية ، وقبلها تمجيد الإستعمار وإقامة التماثيل الممجدة للحركى وما شابه . ساركوزي جعل فرنسا تابعة إلى العم سام من حيث السياسة الخارجية، فأفقدها المكانة والاستقلالية التي بناها جاك شيراك الذي عارض احتلال العراق، ثم انخرطت فرنسا في القيادة العسكرية للحلف الأطلسي، وتمسكت بموقف منحاز لإسرائيل وقد اتضح ذلك جليا عام 2006 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، ثم عام 2009 خلال العدوان الصهيوني على غزة. دوفيليبان يعد واحدا من الوجوه السياسية التي صنعت موقفا قويا لفرنسا خلال السجال الذي دار داخل مجلس الأمن عام 2002 و 2003 حول احتلال العراق، وتشابك دبلوماسيا مع وزير الخارجية الأمريكي حينذاك كولن باول، فعندما اتهم هذا الأخير أوروبا »بالقديمة« ووصف أمريكا بعضلات البشرية، رد عليه دوفيليبان بأن أوروبا هي »عبقرية البشرية«. إن وجود صوت أوروبي بحجم الصوت الفرنسي أو الألماني معارض لسياسة أمريكا، سيساعدنا نحن العرب، كما أن شعار »الصداقة مع الجزائر« تتقاسمه معه الجزائر إذا كان على أساس تقاسم المنافع والاستفادة المتبادلة مشفوعة بالاعتذار للجزائريين عن الجرائم الاستعمارية. دوفيليبان بدون شك يراهن على أصوات الجزائريين خاصة والمسلمين عامة في العملية الإنتخابية، فتعداد الجزائريين يفوق 3 ملايين، بينما يفوق تعداد المسلمين 7 ملايين، وهي أصوات مرجحة. لذلك قال دوفيليبان »إن فرنسا الخائفة والمنقسمة ليست فرنسا بكل بساطة«. إن الذي يمد يده لمن أخافهم ساركوزي بسياسته اليمينية ، قد يعلنون فعلا الصداقة مع دوفيليبان في المرحلة الأولى على الأقل.