أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيليبان عن تأسيس حزب جديد لخوض غمار رئاسيات فرنسا في 2012ومنافسة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، ومن أهم المسائل التي ركز عليها الحزب الجديد انتقاد رفض الرئيس ساركوزي الإقرار بممارسات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ودعوة فرنسا إلى المصالحة مع ماضيها الاستعماري والاعتراف بالأخطاء. تحدث دوفيليبان أمام أكثر من 5 آلاف شخص بمناسبة إعلانه عن تأسيس حزب جديد يحمل تسمية» جمهورية التضامن« مقدما خطابا سياسيا يتضمن جملة من المقترحات تشبه إلى حد ما برنامجا رئاسيا يستعد من خلاله صاحبه لخوض غمار الانتخابات الرئاسية لعام ، 2012، خاصة وأن شعبية نيكولا ساركوزي تتراجع يوما بعد يوم بسبب مواقفه. وقد أعلن صاحب النزعة الديغولية من خلال هذا الخطاب رفضه لسياسة الحكومة التي يقودها رفاقه في» حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية« وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قدم له انتقادات حادة خاصة ما تعلق منها برفض الاعتراف بالجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر خلال فترة الاحتلال داعيا بلاده إلى المصالحة مع ماضيها الاستعماري والاعتراف بالأخطاء، مستذكرا في هذا الصدد ما قام به الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عندما اعترف باستعباد وباضطهاد اليهود. وعزف دوفيليبان مطولا على وتر المهاجرين وأبناءهم، وخاصة منهم العرب والمسلمون، حيث انتقد التجاوزات التي شهدها النقاش حول الهوية الوطنية، وحول استغلال الدولة للخوف من الآخر ومن الإسلام، كما حذر دوفيليبان من انقسام البلاد بسبب كل هذه الممارسات،» فرنسا الخائفة أو المجزأة هي ببساطة ليست فرنسا«، كما وعد بالتنقل إلى لقاء كل الفرنسيين في مدنهم وقراهم وضواحيهم، وخاصة تلك التي يقطنها المهاجرون. أما على الصعيد الدولي فقد قدم دوفيليبان أيضا انتقادات لاذعة للسياسية الخارجية الفرنسية مستنكرا تراجع موقع فرنسا في العالم، وعودتها إلى القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، كما تساءل عن مقترحات بلاده في الشرق الأوسط والعراق وإيران وأفغانستان قائلا إن» فرنسا تترك جنودها يقتلون في أفغانستان«، وعلى صعيد آخر، أكد دوفيليبان حق إسرائيل بالأمن وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، كما دافع بشراسة عن ضرورة أن تتخذ أوروبا موقفاً سياسياً قوياً. ويأتي قرار دوفيليبان القاضي بتأسيس حزب جديد وخوض غمار رئاسيات 2012، بعد أن حرم من المشاركة في رئاسيات 2008، بسبب فضائح قضية «كليرستريم» التي عطلته سياسياً إلى أن برأه القضاء من تهمة دس اسم ساركوزي في قائمة بعض الشخصيات التي تملك حسابات مصرفية سرية في الخارج.