أضحت المرأة العصرية سيّدة أعمال بإمتياز، كونها تجمع ما بين الواجبات المنزلية والعناية بالأطفال، مع العمل خارج المنزل وتبوّؤ مراكز عالية ومنافسة الرجل في مختلف قطاعات العمل. بيد أنه غالباً ما تُهمل المرأة العاملة جمالها، لضيق الوقت، أو لإنشغالها بالأمور الحياتية والعملية، ما ينعكس سلباً على طلّتها ويؤثّر عليها على المدى الطويل! عبر إتباع خطوات بسيطة وتخصيص فسحة من الوقت، يمكن للسيدة أن تهتمّ بشكلها الخارجيّ، ليصبح الموضوع روتينياً يومياً، مع ضرورة إرتياد مراكز التجميل دورياً للمحافظة على صحّة وجمال البشرة والشعر والأظافر... فالمرأة جوهر وشكل، إنسان وأنثى، عقل وقلب ومظهر! ومن قال إنّه لا يمكن التوفيق ما بين العمل والطلّة الأنيقة؟ مهما بلغ عمر السيدة، تظلّ متابعة للموضة والتقنيات والوسائل التجميلية، بإختلاف تشعّباتها، كي تحسّن دوماً مظهرها. تحتاج المرأة العاملة في أغلب الأحيان إلى وقت إضافيّ خلال اليوم الواحد، لتتمكّن من إنجاز مختلف واجباتها، في البيت وفي العمل... وتكون النتيجة اضطرارها لتغيير أولوياتها والاختصار من تدليل ذاتها والعناية بجمالها. لكن من جهة أخرى، يجب أن تحافظ كلّ امرأة عاملة على مظهر أنيق أنثويّ لائق بمركزها الاجتماعي والثقافي، فلا يجوز البتّة أن تكون بشرتها تعبة وباهتة وشعرها غير مرتّب وأظافرها متكسّرة. وإنما عليها أن تعطي الإنطباع الأوّلي بشكلها إضافةً إلى مقدرتها العملية. من هذا المنطلق، لا بدّ من الحفاظ على سلامة البشرة ونضارتها، والإهتمام بالشعر وتدريم الأظافر والإنتباه إلى الملابس والطلّة بشكل عام. تفسّر الإختصاصية Cosmetologist الخطوات الروتينية التي يجب أن تعتمدها كلّ سيدة، وبشكل خاص السيدة العاملة، للحفاظ على جمالها وأناقتها، كما تعرض لأبرز الخدمات التي تقدّمها لها مراكز التجميل. وتشرح إختصاصيّة التجميل جورجينا هاشم أهمية العناية للمحافظة على الجمال الطبيعي، والوقاية الضرورية من كافة الملوثات والشمس. يبقى أنّ المرأة، ربّة منزل كانت أو سيّدة عاملة، هي قبل كلّ شيء إمرأة، تتباهى بجمالها وتسعى إلى تحسينه! عناية يوميّة بالبشرة تقول بتروني: على كلّ سيّدة أن تدرك أهميّة تكريس بضع دقائق يومياً لنفسها، للقيام بمختلف ما تحتاجه على الصعيد الجمالي. فمهما بلغت درجة إنشغالها، لا بدّ لها من إعطاء نفسها فسحة تهتمّ فيها بذاتها. وبعد فترة، يصبح الأمر روتيناً يدخل ضمن اليوميات من دون أن تشعر به. وتبقى الخطوة الأولى هي الأهمّ.على المرأة الإعتناء ببشرتها على الدوام، فالبشرة السليمة رمز للجمال. لذلك، لا بدّ من زيارة إختصاصيّ للتخلّص من الشوائب والمشاكل الجلديّة في حال وجودها، قبل مباشرة العناية المنزليّة.تضيف الاختصاصية: بدايةً، تتطلّب المحافظة على نضارة الجلد المواظبة على تطبيق الكريمات بشكل يوميّ، كريم النهار وكريم الليل، إضافةً إلى الواقي من الشمس. وإنما يجب معرفة اختيار المستحضرات والكريمات الملائمة لنوعيّة البشرة ولحالتها، حسب تشخيص المختصّين. بعدها، يجب انتقاء مستحضرات ماكياج مناسبة، من حيث النوعية واللون، لإبراز تقاسيم الوجه ومدّه بالإشراق والنضارة.كما توجد مقشّرات وماسكات طبية - تجميليّة خاصة يمكن وضعها في المنزل أسبوعياً للحصول على بشرة مخمليّة ناعمة كالحرير، خالية من البقع والشوائب والحبوب، إضافةً إلى إستخدام كريمات مرطّبة ومستحضرات تعزّز إنتاج الكولاجين وتسمح بتجديد الخلايا.وتلفت بتروني إلى أنه "لا بدّ من غسل الوجه يومياً صباحاً ومساءً للتخلّص من الرواسب وتحفيز الخلايا على التجدّد، قبل مباشرة إستعمال الحليب واللوشين إضافة إلى الكريم. ويجب إزالة ماكياج الوجه بشكل عام والعينين والرموش بشكل خاص مساءً لمنع تراكم الملوّثات وتكسّر الرموش وإنسداد مسام البشرة". طلّة متكاملة لا تقتصر العناية بجمال البشرة على الاهتمام بالجلد، وإنما يجب إتباع روتين حياتيّ منتظم، للحصول على البشرة السليمة. يكون ذلك من خلال الإنتباه إلى النظام الغذائي، الذي يكون متنوّعاً ومتوازناً، يرتكز على الخضار والفاكهة والألياف والبروتين، وليس على الدهون المشبعة والزيوت والحلويات. كما يجب الإكثار من تناول الماء بمعدّل ثمانية أكواب يومياً لإعادة النضارة وترطيب الجلد وتنقية البشرة من السموم.أمّا الرياضة، فهي بحسب هاشم "من الضروريّات للمحافظة على الشباب والجسم المتناسق الممشوق. كما تمنح الشعور بالرضى والفرح، مما ينعكس على صحّة البشرة. ويجب الإمتناع عن التدخين لما له مضار على البشرة، ناهيك بالأمراض التي يتسبّب بها لمختلف مناطق الجسم".تتابع: "إنّ الإبتعاد عن الملوّثات الخارجيّة مفروض علينا للتمتّع بالبشرة الشابة النضرة. كما أنّ الوقاية من أشعّة الشمس ما فوق البنفسجيّة تقي من ظهور بوادر الشيخوخة المبكرة والتجاعيد". كما أنّ السهر لفترات متواصلة والضغط النفسي والتعب من شأنها أن تؤثّر سلباً على البشرة.تؤكّد هاشم أنّ "التوجّه إلى إختصاصية التجميل والمراكز الخاصة أسبوعياً من شأنه أن ينعكس إيجابياً على الطلّة العامة للسيدة، من خلال تنظيف البشرة من الشوائب والحبوب والزوان والخضوع للتدليك الحيويّ المنشّط لتجدّد الخلايا واستخدام ماسكات ال Eclat أي النضارة وماسكات الكولاجين والإيلاستين والتخفيف من التصبّغات وإزالة الشعر الزائد ورسم شكل الحاجبين". اهتمام بالشعر تقول هاشم: في معظم الأحيان، تتناسى النساء الإهتمام بالشعر، فيركّزنَ على البشرة والوجه وينسينَ أهمّية الشعر المرتّب والمصفّف. لذلك من المهمّ أيضاً إستعمال أنواع شامبو مناسبة لنوعيّة الشعر، مع استعمال بلسم مكمّل للحصول على الشعر النظيف والجميل. كما من الضروريّ تسريح الشعر أثناء وضع البلسم عند الحمام للحصول على النتيجة الفضلى، منعاً لتكسّر الشعر وتشابكه. ويجب قصّ الأطراف التعبة دوريّاً للتخلّص من التقصيف. تجدر الإشارة إلى وجود عدد من الماسكات الخاصة بالشعر لإعطائه الحيويّة واللمعان وتخليصه من مشاكل القشرة أو التلف أو التزييت أو الجفاف... بحسب الحالة. وهذه يتمّ استعمالها أسبوعياً في المنزل.وكما أنّ استعمال مجفّف الشعر على حرارة عالية يومياً مضرّ للبصيلات، فمن الأفضل الإستعاضة عنه بوسائل بديلة مثل المنشفة أو إستعمال المجفّف بإعتدال وإبعاده عن الشعر.تقول هاشم "إنّ الشعر المرتّب هو ما يُكمل الطلّة المتناسقة. لذلك على السيدة تصفيفه في المنزل بطرق مختلفة، واعتماد طلاّت مميّزة، مثل ربط الشعر أو تركه منسدلاً مع استعمال دبابيس مختلفة، أو وضع ربطة شعر وسواها. كما من الممكن اعتماد ال Wet Look بواسطة الجل الخاص. هذا، والتنويع في المظهر متعلّق بالملابس، فيمكن تمليس الشعر للطلّة الرصينة، أو تمويجه لطلّة أكثر عصرية، أو تجديله أو رفعه..."، فالسيّدة العاملة تحرص على الطّلة المتكاملة المختلفة يومياً للظهور بكامل أناقتها. عند المزيّن تشدد هاشم على "زيارة مزيّن الشعر بشكل دوريّ للإهتمام المتخصّص بفروة الرأس، من خلال الماساجات المنشّطة للبصيلات، والسيروم الخاص وحمامات الزيت والماسكات المتنوّعة الغنيّة بالزيوت والمقوّيات. كما يجب قصّ الشعر والإهتمام بحيويّة لونه كي لا يبهت". فالمرأة العصريّة غالباً ما تلحق بخطوط الموضة العالمية من حيث قصّة الشعر ولونه. ومن المحبّذ تغيير اللون بالصبغة المتخصّصة التي لا تؤذي الشعر. وطبعاً، كلّ سيّدة لا بدّ ان تصفّف شعرها عند المزيّن أقلّه مرّة أسبوعياً للخروج بتسريحة أنيقة وشعر مصفّف بشكل طبيعيّ غير مبالغ فيه، يناسب طلّتها وتقاسيم وجهها ونوعية شعرها وطريقة حياتها. ترى هاشم أنّ "الطلّة العملية للسيدة في المكتب أو مكان العمل لا تكتمل إلاّ مع الشعر المسرّح المصفّف المغذّى". إرشادات عامة تعطي بتروني نصائح سريعة للمرأة العاملة كي تهتمّ بشكلها:لا تخرجي من البيت من دون وضع كريم النهار والواقي من الشمس.استعملي مرطّباً متعدّد الخصائص يحتوي على مواد مضادة للتأكسد لمحاربة الشيخوخة المبكرة للبشرة.اعتمدي ماكياجاً طبيعياً خفيفاً للنهار ليعطيك الرونق بعيداً عن الابتذال والمبالغة. اهتميّ بأناقة أظافرك واخضعيها للتدريم الدوري.اعتني بشعرك بمغذيات ومستحضرات حسب نوعيّته. لا تخرجي وشعرك مبلّل تفادياً لتكسّر أطرافه.استعيني بخبير تجميل ليرشدك على الألوان المناسبة لسحنتك كي تستخدميها في ماكياجك اليوميّ.نظّفي وجهك جيّداً قبل النوم لإزالة كل الترسّبات والتلّوث عنه. اشربي كميات وافرة من المياه.تجنّبي الضغوط النفسية والجسدية قدر المستطاع. تناولي أطعمة مغذّية.مارسي الرياضة المعتدلة بانتظام.احملي في حقيبتك الأساسيات للماكياج: خافي الهالات، الماسكارا، قلم الكحل الأسود وملمّع الشفاه. أظافر مرتّبة تشير الإختصاصيّة بتروني إلى أنّ "الأظافر المرتّبة النظيفة والمطليّة دلالة على المرأة العصرية الأنيقة. فلا يجوز مطلقاً إهمال الأظافر وتركها من دون طلاء. يمكن طبعاً الاستغناء عن الألوان القويّة والفوسفوريّة في أمكنة العمل، بحسب نوعيّة العمل، واستبدالها بألوان أخرى زاهية، باستيل أو بيج وما شابه. لكنّ الأهمّ من أظافر اليدين هي أظافر القدمين! على السيدة أن تكون دائمة العناية بقدميها عبر استعمال كريم تقشير البشرة باستمرار، إضافةً إلى المرطّب الخاص بالقدمين، مع ارتداء الجوارب القطنيّة أثناء النوم للمحافظة على قدمين ناعمتين". إنّ تدريم الأظافر Manucure-Pedicure يكون دورياً كلّ أسبوع لليدين وأسبوعين أو ثلاثة للقدمين للتخلّص من الجلد الميت وقصّ الظفر بالطول المناسب وتجنّب إنغراز الظفر في اللحم... تضيف بتروني: "تحتاج الأظافر الهشّة إلى عناية خاصة بالإضافة إلى تناول حبوب فيتامين خاصّة من شأنها أن تقوّي الأظافر والشعر والبشرة. والمرأة العاملة تحتاج إلى العناية بيديها بشكل اكبر، كونها تسيء إلى أظافرها أثناء العمل في البيت، أي من خلال التعرّض لمساحيق التنظيف والمياه الساخنة، وفي العمل أثناء الطباعة على الكمبيوتر والكتابة وحمل الملفّات وغيرها".