لم تعد الجزائر بطول ساحلها مستقرا للعطل والاصطياف، لما يعيشه السائح من سوء للخدمة وغلاء للأسعار، كما يصرح نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية أن هاتين الأخيرتين سمة تطبع أغلبية الفنادق والأماكن التي يفد إليها الزوار، حتى جعلت دول الجوار حلم جميع من تضاعفت بجعبته فوائد السفر والترحال. ”سكيكدة” أرض الحب والجمال، ”جيجل” عروس الشمال، ”تلمسان” جوهرة الغرب، وغيرها من الألقاب التي تطلق على ولاياتنا، لكنها ليست كذلك وقت الحزم، فمع غياب المرافق المجهزة والخدمات الراقية التي يضاف إليها غلاء الأسعار يختار العرسان الجدد تونس الخضراء لشهر عسل زهيد وآمن، وسط جمال طبيعي وثقافة سياحية اعتمدها التونسيون حتى في حياتهم الاجتماعية، حتى أصبح الجزائريون يتضايقون من كل طارئ قد تعيشه تونس من الناحية الأمنية أكثر منه على التونسيون أنفسهم. كما أن متطلبات السفر ليست متعبة نحو تونس، فسلاسة التعامل مع السياح قبل وأثناء الرحلة عامل فتح ”الخضراء” نحو العالم. يؤكد لنا أحد العرسان الجدد أنهم اختاروا تونس لقضاء شهر عسل مريح بعيدا عن لهيب الأسعار والظفر بنوع من الرفاهية في مجتمع لا يبعدنا ثقافة وجغرافية، كما أكد لنا كل من ”فاطمة” و”يوسف” أنهما يقضيان أيام اصطياف بمقاييس عالمية، وسط عدد كبير من الجزائريين كذلك، حتى شعرا كأنهما في الولاية 49. فمن شواطئ البحر النظيفة والمجهزة إلى الحمامات الطبيعية المحمية، مرورا بحدائق وصالونات فاخرة وجو عمومي بهيج. ناهيك عن السياحة الطبية التي أصبحت تونس تنافس بها أهم الدول الأوربية، مثل ”أنطاليا” بتركيا التي اهتم بها حديثو العهد بالزواج مؤخرا. ”قصبة تونس” مملكة سياحية بامتياز إن كانت قصبة الجزائر العاصمة مكانا يندى له الجبين، فإن قصبة تونس من أروع الأماكن التي لا يفوتها الزائرون، فهي عبارة عن مجمع كبير من الفنادق والمطاعم ومحلات بيع الصناعات التقليدية، في حضن أزقة تشبه المتاهات إن خوت، لكن لن يشعر السائح فيها بالخوف، لبسط الأمن ذراعيه فيها، وقد جعلت أسطحها كذلك مقاهي وغيرها من الخدمات التي تسمح برؤية حوض البحر الأبيض المتوسط. علما أن السائح الجزائري في مقام رفيع لدى أشقائه التونسيين.