نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير صادر عنها ، شهادات وروايات حية لأربعة أسرى مرضى يقبعون في عدة سجون إسرائيلية، والتي يوضحون من خلالها ما يتعرضون له من جرائم طبية ممنهجة أبرزها الإهمال المتعمد لحالاتهم الصحية والامتناع عن تقديم العلاج اللازم لهم، والاستهتار بأوضاعهم الصحية. ومن بين الحالات المرضية التي وثقها تقرير الهيئة، حالة المعتقل محمد الوني (26 عاماً) من بلدة عنزة قضاء جنين، والذي يعاني من آلام حادة بالرأس، وضيق بالتنفس، وروضوض بجميع أنحاء جسده وكسر بالأنف وخلل في شبكية العين، وذلك بعد تعرضه لاعتداء همجي ودون مبرر من قبل السجانين خلال تواجده في قسم المعبار في معتقل "الرملة"، وقد أعيد إلى معتقل "النقب" بدون أن يُقدم له أي علاج حقيقي لحالته الصحية واكتفت ادارة المعتقل بإعطاءه قطرة للعين فقط. أما فيما يتعلق بالأسير رجائي عبد القادر (35 عاماً) من بلدة دير عمار قضاء رام الله، والذي يعتبر من أصعب الحالات القابعة في معتقلات الاحتلال، فهو مصاب بسرطان في الكبد والرئة، وقد تفاقم وضعه الصحي بشكل كبير قبل عدة أشهر عقب تعرضه لمعاملة مهينة وقاسية أثناء نقله في البوسطة، حيث عانى من آلام حادة في المنطقة السفلىية من جسده، وعلى إثرها تم إجراء عملية جراحية له لاستئصال الورم السرطاني من الخصية اليمنى، وقد بدأ بتلقي جلسات علاج كيميائي لكنها كانت تتم بظروف وأوضاع اعتقالية سيئة للغاية، حيث كان يتلقى العلاج وهو مقيد اليدين والرجلين لمدة ثماني ساعات، وفي الآونة الأخيرة تراجع وضعه الصحي بعد تلقيه العلاج، فأصبح يشتكي من آلام في المعدة والأمعاء، وتلف في الأسنان، وضعف في السمع والنظر، واضطرابات في النوم. في حين لا يزال يشتكي الأسير ابراهيم غنيمات (40 عاماً) من بلدة صوريف قضاء الخليل، من ضعف في عضلة القلب وآلام وتعب مستمر، وذلك بعد تعرضه لجلطة قلبية منذ حوالي شهرين، أدت إلى إغلاق ثلاث صمامات في القلب، وقد ماطلت عيادة معتقل "ريمون" في علاجه في البداية ومن ثم قامت بنقله إلى مشفى "سوروكا" لتلقي العلاج. بينما تتعمد إدارة معتقل "عوفر" اهمال الوضع الصحي للأسير وليد شرف (25 عاماً) من بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس، والذي يعاني قبل اعتقاله من مشاكل في المثانة والمسالك البولية، ومنذ أن تم اعتقاله تدهور وضعه الصحي فأصبح يشتكي من آلام في الكلى، وقد راجع عيادة المعتقل لكنها لم تقدم له أي علاج.