توجه عُشاق اتحاد الجزائر صوب معقل الفريق بحي "سوسطارة" بالقصبة "العتيقة"، انطلاقا من عديد الأحياء العاصمية، ليتجمع محبو اللونين الأحمر والأسود للاحتفال وقضاء ليلة رمضانية بيضاء ابتهاجا باللقب الثامن في خزائنهم، والذي ترسّم عقب فوز فريقهم المُدوي بملعب "الشهيدحملاوي" بقسنطينة على حساب الشباب المحلي (3-1)، بمناسبة إسدال الستار علىبطولة الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس" لكرة القدم، لموسم 2018-2019. وعايش مشجعو الفريق أحد أصعب مباريات فريقهم المحبوب على "الأعصاب" نظرا للرهان الكبير الذي كان يحمله، فأي نتيجة غير الانتصار، كان تعني ضياع اللقب بعد تصدر الفريق العاصمي للدوري الجزائري منذ الجولة الثانية، سيما وأن شبيبة القبائل كانت متفوقة على أهلي برج بوعريريج (2-0) و "تراقب" أي تعثر لزملاء بن غيث. ومباشرة عقب توقيع الظهير الأيمن، ربيع مفتاح، للهدف الثالث لاتحاد الجزائر عند الدقيقة (85)، ما يعنى فوز النادي العاصمي بقسنطينة وضمان التاج الوطني، تحرر "اولاد البهجة" واكتظت الشوارع الرئيسية للجزائر الوسطى بسياراتهم، المزينة برايات الفريق الحمراء والسوداء.ليكون الملتقى بالحديقة التي تتوسط حي "سوسطارة"، أين صدحت الحناجر بهتافات الأنصار، مرددين الأهازيج الممجدة لنادي الاتحاد الرياضي لمدينة الجزائر، على غرار "الاتحاد ميلانو" وهي مقارنة تقليدية مع فريق آسي ميلان الإيطالي نسبة لنفس ألوان الفريقين. فضلا لأغنية "زواري اللافي والشبكة يا إيبارا.. البطولة في سوسطارة" نسبة لثلاثي هجوم تشكيلة المدرب لمين كبير لهذا الموسم والتي اعتاد على القصف الدائم لدفاعات الفرق المنافسة بفضل أهدافه الحاسمة في نيل بطولة المحترف الأول. وعبر الأنصار المحتفلين عن سعادتهم بهذا التتويج الجديد، حيث يقول احدهم " والذين كان يحتفل حاملا ابنه الصغير أحمد فوق أكتافه : "تابعنا اللقاء تحت ضغط رهيب حيث كنا متخوفين من تضييع اللقب منذ خسارتنا أمام الشبيبة في تيزي وزو. لكن الكلمة الأخيرة عادت لنا وتوجنا ببطولة ذات نكهة خاصة وذكرتنا ببطولة عام 1996 التي كانت بوابة لعودة الاتحاد لسكة التنافس على الألقاب".واقتربنا من مجموعة أنصار قدموا من بلدية بوزريعة بأعالي العاصمة للاحتفال بهذا الانتصار المميز، حيث كشف أسامة وعبد المالك أن فريقهم "حقق لقبا جد مستحق خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد والأزمة التي خنقت اتحاد العاصمة في مرحلة الإياب لكن بفضل تجند الأنصار وشجاعة اللاعبين سمحت لنا بنيل أحلى وأصعب لقب في تاريخ الفريق .. الحمد الله البطولة مستحقة وحلال %100 ".ليربط صديقهم عبد القادر هذا التويج بشهر رمضان المبارك قائلا "الآن سنكمل صيام شهر رمضان في أحسن الأحوال ونحتفل بعيد الفطر المبارك بفرحة عارمة تشابه فرحة الأطفال الصغار بملابس العيد الجديدة".ومن أبرز الشعارات التي تغنى بها الأنصار بكل فخر، هي "اتحاد الشهداء"، نسبة إلى عراقة النادي الذي تأسس 1937 ومشاركته الفعالة في حرب التحرير الوطنية ضد المستعمر الفرنسي، حيث يضم سجل النادي عديد الشهداء والمجاهدين من مسيرين ولاعبين، كافحوا في سبيل استقلال البلاد.وفي خضم هذه الأجواء الاحتفالية، كانت لنا دردشة أثارت انتباهنا مع عمي ابراهيم، وهو مناصر في سن الستينات كان مسرورا بهذا التتويج "مؤكدا أن هذا اللقب هو الأجمل في تاريخ الفريق"، مضيفا "الاتحاد توج بأول لقب في البطولة الوطنية سنة 1963 مباشرة بعد استقلال الجزائر ولقب هذا العام 2019 يتزامن مع الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فبراير المُطالب بتغيير النظام السياسي .. وهذا ما يُثبت أن اتحاد الجزائر دوما حاضر بالأحداث المهمة التي تعيشها البلاد".ومع اقتراب موعد وجبة السحور وصلاة الصبح، شرع الأنصار في العودة إلى منازلهم مواصلين دق أبواق السيارات التي رافقتها زغاريد النساء و الألعاب النارية في الطرقات الرئيسية للعاصمة البيضاء. وذلك في انتظار رجوع أنصار اتحاد الجزائر المُتنقلين بقوة إلى مدينة قسنطينة لمؤازرة فريقهم، حيث قدر العدد بحوالي 7 آلاف مناصر وستتزامن عودة "اولاد البهجة" إلى العاصمة مع عودة تشكيلة الفريق لتستمر الأفراح و الليالي الملاح في مختلف الأحياء العاصمية .