انتقد مسؤولون ودبلوماسيون روس العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو، ووصفوها بأنها خطوة عدائية جديدة من إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لكنهم أكدوا أنهم لا يتوقعون "أي شيء جيد" من الإدارة الأميركية المقبلة.فرضت وزارة الخزانة الأميركية الاثنين الماضي عقوبات روسيا التي شملت جهاز الاستخبارات وشركات مرتبطة بالمؤسسة العسكرية و9 شركات صناعية في مجال الطيران ومواطنين روسا، بسبب ما اعتبرته واشنطن تورطا في أنشطة ضد مصالحها وأمنها القومي والسياسة الدولية.وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن "العقوبات الأميركية الأخيرة على روسيا خطوة عدائية جديدة من طرف الإدارة المنتهية ولايتها في واشنطن".وشدد بيسكوف على أن نهج العقوبات يجعل من الصعب على موسكووواشنطن الخروج من التدهور الذي يضر بالعلاقات بينهما.بدوره، أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس، أن موسكو لا تتوقع "أي شيء جيد" من الرئيس الأميركي المقبل جو بايدن، معتبرا أن سياسته الخارجية ستكون موجهة بالخوف من روسيا.وقال ريابكوف لوكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، "لا نتوقع أي شيء جيّد، هذا واضح. سيكون غريبا توقع أمر جيّد من أشخاص، بنى كثيرون منهم مسيرتهم المهنية على روسيافوبيا عبر صبّ الشرّ على بلدي".ويأتي تصريح ريابكوف بعد توتر جديد بين البلدين حول هجوم إلكتروني هائل على الولاياتالمتحدة نُسب إلى موسكو.وريابكوف مكلف بملف العلاقات مع الأميركيتين والحدّ من انتشار الأسلحة خصوصا النووية منها، ولا يزال في هذه المرحلة أحد المحاورين الرئيسيين لوزارة الخارجية الأميركية.وقال إنه بالنسبة لسائر الأمور يجب أن تكون هناك سياسة احتواء كامل للولايات المتحدة، في كافة الاتجاهات، لأن السياسة الأميركية حيال روسيا معادية بشكل عميق.واعتبر المسؤول الروسي أن الكرة في ملعب الولاياتالمتحدة لإحياء علاقات ثنائية، وأن روسيا لم تكن لديها نية "بدء اتصالات بفريق بايدن الانتقالي".وأكد ريابكوف أن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها تترك "إرثا ثقيلا"، إذ إنها فرضت عقوبات كثيرة على روسيا، خصوصا على خلفية عمليات القرصنة المعلوماتية والتدخل في الانتخابات الرئاسية في عام 2016.وقال "كل شيء يسير من سيئ إلى أسوأ. كان ذلك من سمات السنوات الأربع الماضية، وليس لدينا شعور بأن هذا التوجه سيتغيّر".من جانبه، وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف العقوبات الأخيرة على بلاده بأنها غير بناءة، وتدمر ما تبقى من علاقات اقتصادية بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وتعيق أي آفاق إيجابية للعلاقات بين البلدين.وتأتي هذه التصريحات بعد بضع ساعات من تعهّد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بالردّ على الهجوم الإلكتروني المنسوب إلى روسيا والذي استهدف بلاده، منتقدا الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي اتُّهم بعدم القيام بأي شيء.واخترقت حملة التسلل الإلكتروني -التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي- 6 وكالات حكومية على الأقل، وعرّضت بيانات آلاف الشركات الأميركية للخطر.وبخلاف العديد من المسؤولين السياسيين -وبعضهم داخل حكومته- قلّل ترامب من حجم هذا الهجوم، وكذلك من المسؤولية المحتملة لروسيا عنه.وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الحكومة الروسية هي التي نفّذته على ما يبدو.كما أعلن وزير العدل وليام بار -الذي سيغادر الحكومة قريبا- أن موسكو تقف خلف العملية.