أجمع المشاركون في برنامج "فوروم" القناة الإذاعة الأولى امس الاثنين، أن أزمة المضاربة والاحتكار وتذبذب توزيع مواد ومنتجات واسعة الاستهلاك تتكرر خلال كل سنة خاصة مع اقتراب شهر رمضان، وهو ما تسبب -حسبهم- في إثقال كاهل المواطن وأنه أصبح من الضروري إيجاد حل نهائي لهذه الظاهرة بإشراك جميع الأطراف. وفي هذا الصد كشف مدير تنظيم الأسواق والنشاطات والمهن المقننة بوزارة التجارة، أحمد مقراني، إن "وزارة التجارة قد شرعت منذ مدة في التحضير لشهر رمضان من أجل ضبط السوق وتموينه بالمواد ذات الاستهلاك الواسع وسيتم الثلاثاء المقبل تقديم حوصلة شاملة للبرنامج الذي تم تسطيره تحسبا للمرحلة القادمة"، وطمأن مقراني المواطنين أن "كل السلع ستكون متوفرة بالكمية المطلوبة في السوق، وبأن مصالحه وبالتنسيق مع قطاع الفلاحة ستعمل على تمويل السوق بانتظام بالمواد الأساسية على غرار الحليب، القمح الصلب واللين، السكر، الزيت والمياه المعدنية وبأن المخزون المتوفر سيكفي لتغطية حاجيات السوق لأكثر من 3 أشهر قادمة".وأضاف مدير تنظيم الأسواق والنشاطات والمهن المقننة ان "وزارة التجارة تسهر على تمويل السوق بالسلع على مدار السنة وليس في شهر رمضان فقط"، في المقابل عبر عن أسفه على وجود ما يسمى بتجار الأزمة يستغلون مثل هذه الظروف لتحقيق الأرباح على حساب المواطنين. في سياق متصل، كشف مقراني ان "مصالحه سخرت 9 ألاف عون لمراقبة السلع والمخازن بالتنسيق مع منظمات حماية المستهلك ورجال الأمن" مضيفا أن "الدولة ستستعمل كل الآليات لردع مثل هذه التصرفات وتنظيم السوق من خلال القضاء على الأسواق الغير الرسمية وتشجيع المتعاملين على التعامل بالفتورة وهذا كله من اجل الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين". من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي بوبكر سلامي ان "القوانين موجودة، لكن المشكل يكمن في تطبيقها على ارض الميدان" مضيفا أن "غياب الرضع والمراقبة يشجع المضاربة" مطالبا أيضا من المتعاملين الاقتصاديين تغيير سلوكهم وعدم السعي فقط وراء الربح على حساب المواطن". وأردف سلامي أن "الحكومة تبذل مجهودات كبيرة للحد من المضاربة لكن غياب الأطر التنظيمية الواضحة يعرقل من عملها". من جهته، القى مصطفى زبدي، رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك اللوم على النظام الاقتصادي ، موضحا أن "الجهات المعنية لم تضع الآليات والأرضية المناسبة لبناء اقتصاد قوي" مشيرا أيضا أن "غياب خلايا اليقظة تسبب في أزمة تنسيق بين مختلف المصالح" مشيرا أن "المضاربة ونقص بعض السلع الأساسية في السوق تتكرر خلال كل سنة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، يساهم فيها سلوكيات المواطنين وسلوك بعض المتعاملين الاقتصاديين اللذين يعتبرن شهر رمضان، شهر الربح وتدارك الخسائر".