لا تذهبوا بعيدا بأفكاركم فلن أتحدث عن شيوخ "الفيس" الذين دعوا إلى العصيان المدني وفروا إلى الخارج ومنهم من يحظى بإقامات خمس نجوم....ولا عن شيوخ الزوايا الذين ينامون على كنوز في المخطوطات لا تصلها أيدي الباحثين في مختلف العلوم..ولا عن شيوخ حمس الذين يتصارعون فيما بينهم من اجل السلطة داخل حركة جارت السلطة منذ بداية التسعينيات، ويتصارعون على من يرافق العهدة الثالثة..ولا حتى عن الشيوخ بمعنى الطاعنين في السن والجزائر مقبلة على إحصاء 15 مليون شيخ في غضون عشر سنوات!لن أتحدث عن "الشيوخ" الذين يهددون بن بوزيد بالإضرابات طوال العام ويصمتون وكأن شيئا لم يحدث عندما يحين وقت العطل الشتوية والربيعية والصيفية !لن أتحدث عن "شيوخ" في الجامعة الواحد منهم بلغ من العمر عتيا دون أن يناقش رسالة الماجستير أو ينشر بحثا أكاديميا في مجلة متخصصة أو جريدة محترمة!لن أتحدث عن شيوخ الافالان الذين يدعون إلى تشبيب الحزب العتيد وهم ماسكون الكراسي بقبضة من حديد لا يرغبون في تركها..ولن أتحدث عن "شيوخ" كلما رأوا فتاة جميلة تذكروا أن الدين الإسلامي يبيح الزواج من أربع..بعدما يكونوا قد قضوا نصف عمرهم على الأقل مع "العجوز"..بل سأتحدث عن شيوخ البلديات المساكين جدا، وعدد منهم متابع قضائيا، وآخرون لا علاقة لهم بالمحسوبية في توزيع المشاريع، و لا علاقة لهم بسوء التسيير..ولا علاقة لهم بالاستفادة من أشياء "يقرأونها" وهم يلهبون مشاعر الناس في الحملات الانتخابية ويعدونهم بحل أزمة السكن..والعيش الرغيد ! وها هم أخيرا يحصدون إقرارا بزيادة في المنح في وقت صار فيه الرسميون يتكلمون عن تداعيات الأزمة المالية الدولية التي لا ترحم...