أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 17 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان من أجل تحقيق الاستقرار هناك، وذلك في إطار تغيير للإستراتيجية الأميركية المتبعة في المنطقة.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الرئيس أوباما وقع على قرار إرسال هذا العدد الكبير من القوات الإضافية بحلول الصيف المقبل. وكان الرئيس الأميركي قد أبلغ وزارة الدفاع بذلك القرار يوم الاثنين.وقال أوباما في بيان مكتوب إن قرار زيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان ضروري وجاء بناء على توصيات وزير الدفاع روبرت غيتس من أجل استقرار أفغانستان الذي لم يحظ بالأهمية الإستراتيجية والموارد الذي يتطلبها الوضع على وجه الاستعجال، على حد قول البيان.يشار إلى أن الولاياتالمتحدة تنشر حاليا 38 ألف جندي في أفغانستان، وتنوي رفع هذا العدد إلى 60 ألفاً خلال الأشهر المقبلة في ضوء توجه الإدارة الجديدة التي تعتبر ذلك البلد ساحة رئيسية في الحرب على ما يسمى الإرهاب.في غضون ذلك كشف مصدر عسكري أميركي بأفغانستان أن ثلاثة آلاف جندي وصلوا مؤخرا إلى المنطقة بدؤوا مهامهم القتالية عمليا لتحقيق الأمن في اثنتين من أكثر الولايات الأفغانية اضطرابا، وهما ولايتا وردك ولوغر.يأتي ذلك وسط مطالبات بتغيير الإستراتيجية الأميركية المتبعة في أفغانستان حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن إدارة الرئيس أوباما تواصل مراجعتها لسياساتها المتصلة بالوضع الأفغاني.وفي السياق دعا تقرير أعده المعهد الأميركي للسلام الممول من قبل الكونغرس، إلى ضرورة أن تتركز المساعي الجديدة لتحقيق الاستقرار بأفغانستان على زعماء العشائر، وتوفير تدريب أفضل للقوات والشرطة الأفغانية وحث كابل على محاربة الفساد. ودعا التقرير الذي جاء تحت عنوان "تأمين أفغانستان" إلى اتخاذ الخطوات السريعة لمعالجة الأخطاء المرتكبة في الحرب على هذا البلد منذ الإطاحة بحكم طالبان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. على صعيد آخر قالت الأممالمتحدة إن ما يزيد على 2100 مدني قتلوا في أفغانستان العام الماضي خلال عمليات أثارت انتقاد الرئيس حامد كرزاي للقوات الدولية. وأكدت البعثة الأممية إلى أفغانستان أن الزيادة تمثل نسبة 40% عن عام 2007، ووصفت عدد القتلى المتزايد بأنه "مثار قلق بالغ"، وطالبت "أطراف الصراع كافة باتخاذ التدابير الضرورية لتجنب قتل المدنيين".وقتل ربع الضحايا المدنيين (522 شخصا) جراء الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة والقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان.وأثارت قضية استهداف القوات الأجنبية للمدنيين الأفغان حنق المواطنين، في حين حث كرزاي هذه القوات إلى توخي مزيد من الحذر لتجنب الخسائر في أرواح الأبرياء، كما أدت في أحيان كثيرة إلى اندلاع احتجاجات واسعة في أنحاء البلاد.ووفقا للأمم المتحدة فإن من بين 2118 مدنيا قتلوا في 2008 سقط 1160 شخصا بأيدي مسلحي حركة طالبان بينهم 725 قتلوا في تفجيرات انتحارية أو عبوات ناسفة مزروعة على جوانب الطرق، في حين لقي 271 مصرعهم في عمليات اغتيال.