أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سوف ينشر 30 ألف جندي آخرين في أفغانستان كجزء من إستراتيجية جديدة ستؤكد اعتزام الولاياتالمتحدة مغادرة البلاد في نهاية المطاف، وسيقدم أوباما الخطوط العريضة لإستراتيجيته بعد مداولات استغرقت ثلاثة أشهر في كلمة إلى الشعب الأميركي من أكاديمية وست بوينت العسكرية في نيويورك. وسيعلن الرئيس أوباما تفاصيل الإستراتيجية الجديدة في خطاب سيلقيه أمام طلبة الكلية العسكرية الأمريكية في وست بوينت .وكان المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس قد قال في وقت سابق إن الرئيس باراك أوباما أصدر أوامره للبدء بتنفيذ الإستراتيجية الجديدة. وأبلغ الرئيس الأمريكي كلا من سفير الولاياتالمتحدة في كابول كارل ايكانبيري وقائد القوات في أفغانستان ستانلي ماكريستال بالقرار. ووضع أوباما اللمسات الأخيرة على هذه الإستراتيجية مع وزير الدفاع روبرت غيتس ومستشاره للأمن القومي جيمس جونز وكبار القادة العسكريين. كما أجرى أوباما اتصالا بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أطلعه فيه على تفاصيل الإستراتيجية على أن يجري اتصالات مماثلة بالرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني. وأكد البيت الأبيض أن أوباما سيستشير عدد من قادة الدول، بينهم الرئيس الصيني هو جينتاو والمستشارة الألمانية انجيلا ميركيل، حول إستراتيجيته الجديدة. ومن المتوقع أن يعلن أوباما عن إستراتيجيته الجديدة رسميا، والتي يعتقد أنها ستتضمن إرسال حوالي 30 ألف جندي إضافي لمحاربة طالبان وتدريب القوات الأفغانية. وسيشرح أوباما للأمريكيين المعارضين بشكل متزايد لهذه الحرب كيف يعتزم ''القيام بالمهمة'' بحسب تعبيره، أي حسم الحرب في أفغانستان، في وقت يتخذ فيه قرارا بالتصعيد العسكري. وكان هناك نحو 35 ألف جندي أمريكي منتشرين في أفغانستان عندما تسلم أوباما مهامه. ويبلغ عددهم اليوم حوالى 68 ألفا بعد زيادته في فبراير شباط الماضي. وفي حال انتشار 30 ألف جندي إضافي فإن القوة سيتضاعف عددها ثلاث مرات في ظل رئاسته. وربما يكون هذا القرار الأصعب في ولاية أوباما لحد الآن، ولو أنه ورث هذه الحرب عن سلفه جورج بوش، إلا أنها أصبحت قضيته. ويواجه أوباما مع أعضاء الكونغرس، بما في ذلك حلفاؤه الديمقراطيون، التشكيك الذي أصبح شعورا سائدا لدى غالبية الأمريكيين في ضرورة هذه الحرب التي يبدو أفق نهايتها بعيدا. وينتظر ان يشدد أوباما على ان التدخل الأميركي ليس إلى ما لا نهاية أو بلا قيد أو شرط مع التركيز على أولوية أن تستخدم المنطقة مجددا لمهاجمة الولاياتالمتحدة، وهو طموح يبقى بعيدا عن رؤية سلفه جورج بوش لنشر الديمقراطية. كما انه سيشدد على ضرورة تدريب القوات الأفغانية ورفع عددها لتكون قادرة على ان تحل مكان القوات الدولية.