من أهم الإرهاصات الدالة على نبوته قوله عليه الصلاة والسلام: (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين حملت بي كأن نورًا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام) رواه أحمد والحاكم بإسناد صحيح. ولما ولدته وضعته كعادة الجاهليين تحت بُرْمَة (قِدْر) فلما أصبحت وجدت أن البرمة قد انفلقت جزأين وعيناه إلى السماء، فتعجب الناس من ذلك. وفي يوم مولده قال يهودي لقريش: ولد فيكم هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، بين كتفيه علامة، فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس.. ووجدت قريش الصفة التي ذكرها اليهودي. وعندما أخذته حليمة السعدية لترضعه در ثدياها اللبن أكثر من المعتاد، فارتوى منه محمدٌ وابنها الذي كان يبكي من الجوع لجفاف ثديي أمه، وامتلأ ضرع راحلتها باللبن بعد أن كان يابسًا، فشبعت منه مع زوجها، وأضحت راحلتها نشطة قوية تسير في مقدمة الركب بعد أن كانت عاجزة تسير في مؤخرة الركبان، وحيثما حلت كانت أغنام حليمة تجد مرعىً خصبًا، فتشبع وتحلب كثيرًا، ولا تجد أغنام غيرها شيئًا، وكان محمد صلى الله عليه وسلم نمو نموًا سريعًا لا يشبه نموه نمو الغلمان، وطهره الله من دنس الجاهلية وحماه من عبادة الأوثان ومنحه كل خُلق جميل، حتى عرف في الجاهلية باسم الصادق الأمين.