شكلت الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية والتكفل بمشاكل الشباب أهم المحاور التي سيطرت على تدخلات المرشحين للإنتخابات الرئاسية اليوم السادس من الحملة اللإنتخابيات لرئاسيات التاسع أفريل. المترشح المستقل لرئاسيات التاسع أفريل القادم عبد العزيز بوتفليقة قال في ورقلة أن الوحدة الوطنية "مرتبطة إرتباطا وثيقا بالأمن". وأوضح في نشاط جواري نظم في خيمة نصبت بالملعب البلدي 24 فبراير جمعه بأعيان وشيوخ زوايا ورقلة في سادس أيام الحملة الإنتخابية أنه من الضروري التأكيد على أن الوحدة الوطنية "مرتبطة تماما بالأمن" . واضاف في ذات السياق أن المأساة الوطنية "كادت أن تمس بالوحدة الوطنية و تهوي بالدولة إلى الحضيض" مشيرا الى ان المأساة مست الشعب الجزائري "في أعز ما يملك و هو الدين الإسلامي". وانتقد دعاة السلفية الجدد التي -- كما قال -- "لا نفقه فيها شيئا و مع ذلك كلنا سلفيون لكن ليس بالمفهوم المطروح على الساحة الدولية أو على الساحة الجزائرية بصفة خاصة" وفي سياق مغاير ذكر المتشح بوتفليقة "أننا كلنا أمازيغ و في نفس الوقت نحن مسلمون عربنا الإسلام" موجه إنتقادا إلى الأطراف التي "تتغنى بالهوية و الأصالة"قائلا أن الذين "يتغنون بالأصالة هنا وهناك ليسوا أكثر منا أصالة فنحن أمازيغ ومسلمون وعرب". ودعا بوتفليقة إلى التصويت بكل حرية في الإنتخابات الرئاسية و قال أن التاسع من أفريل " إمتحان امام الرأي العام الدولي باعتبار ان المشاركة فيه تثبت أن الشعب الجزائري واع ومعني بالشأن السياسي". وأضاف "مهما كان الأمر (...) أريد أن يكون الرئيس المنتخب مدعما بقوة من طرف الشعب الجزائري حتى يكون صوت الجزائر مسموعا" في المحافل الدولية. مرشح حركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي أكد ان المصالحة الوطنية هي "الطريق الأوحد" لحل المعضلة السياسية بالجزائر و"لا سبيل آخر غيرها". وأوضح يونسي خلال ندوة صحفية عقدها بالمقر الولائي لحركة الاصلاح الوطني بمدينة مستغانم ان هذا المسعى "احتضنه الشعب الجزائري و هو ملك له و لا يمكن التشكيك في ذلك و قد خرج من رغبات الاشخاص و اخذ طابعا قانونيا لا يمكن التراجع عنه". واضاف مرشح حركة الاصلاح الوطني ان "من تداعياته ان اناسا استجابوا لنداءي الوئام والمصالحة وانخرطوا فيهما". وحذر مرشح حركة الاصلاح الوطني من "التسيير الاستئصالي" للمصالحة الوطنية الذي يزيد حسبه "للطين بلة" مشيرا إلى أنه يلمس في هذا الصدد "تراجعا" عن المصالحة او "ندم عن المسعى". وقال يونسي "لسنا في حاجة الى الدخول في ازمات جديدة و تغذية روح الفرقة بل في حاجة الى لملمة الامور ومثل هذه التصريحات تدفع الامور الى التأزم" مشيرا الى انه "لا يجب المغامرة بمستقبل الجزائر من اجل بعض الاصوات". مرشح حزب عهد 54 للرئاسيات علي فوزي رباعين فضل التركيز على مشاكل الشباب و قال من غليزان حل المشاكل التي يعاني منها الشباب الجزائري خاصة في المناطق النائية من الوطن "ممكن وجد معقول (...) و لا يستدعي بالضرورة حلولا عبقرية". و بدائرة عمي موسى (نحو 60 كلم عن مقر الولاية) التي حل بها في سادس يوم من الحملة الانتخابية شدد رباعين على أن "كل الشروط متوفرة لحل المشاكل التي يعاني منها الشباب" خاصة مع توفر الثروات الوطنية بكل أشكالها و الموارد البشرية الشبانية التي تزخر بها الجزائر. غير أن تجسيد هذه الحلول يبقى مرهونا-- حسب المرشح -- ب"توفر القرار السياسي الجريء الذي كان و الى غاية اليوم غائبا". وخلال تنشيطه لتجمع شعبي احتضنه الملعب البلدي لعين طارق (حوالي 70 كلم عن غليزان) خاطب رباعين جمعا من المواطنين الذين طغت عليهم فئة الشباب متعهدا أمامهم ب"فتح صفحة جديدة مع المناطق المعزولة" على غرار هذه المنطقة التي عانت ويلات الارهاب بمختلف أبعاده "من خلال الالتفات اليهم والاستماع الى همومهم واخراجهم من بوتقة الاهمال والتناسي والحاقهم بركب التنمية". مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية للانتخابات الرئاسية موسى تواتي ركز من جانبه على مشكلة البطالة . وشجب بمدينة سطيف سياسة استيراد اليد العاملة الأجنبية في حين أن الشباب الجزائري "يعيش أزمة بطالة مزمنة". وأوضح تواتي خلال تجمع شعبي نظم بدار الثقافة لمدينة سطيف "أن هذه السياسة قائمة على أساس مصلحة ذاتية بحيث أن المسؤولين الذين خططوا لها و طبقوها يملكون رؤوس أموال مستثمرة بهدف تبييضها في الشركات الأجنبية القائمة على توريد اليد العاملة الاجنبية نحو الجزائر". وتساءل رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية قائلا "هل الأجانب الذين يتقاضون ستة مرات اجر عامل جزائري أكثر مهارة من السطايفين (سكان سطيف) و سكان القبائل الذين بنؤوا فرنسا". ووعد تواتي أنه في حال فوزه في الاستحقاق الرئاسي بخلق نسيج من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذات الطابع العائلي في مناطق كولاية سطيف بهدف القضاء على البطالة وإعادة بعث النشاط الاقتصادي فيها.