تعهد المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة بالعمل على تحقيق التوازن التنموي بين مناطق الشمال والهضاب العليا والجنوب، والتزم باستحداث أكاديمية أو مجلس أعلى للغة الأمازيغية، "إن اقتضى الأمر ذلك"، منتقدا "الذين يتغنون بالأصالة" والمغالين في الدين وفق مفهومهم الخاص ل"السلفية". وعاد المترشح بوتفليقة الذي تنقل في سادس أيام حملته الانتخابية لرئاسيات أفريل القادم، إلى الجنوب الجزائري حيث أطل على سكان ولايتي ورقلةوالوادي، والتقى بالولاية الأولى بالأعيان وممثلي المجتمع المدني في لقاء جواري نظم تحت خيمة بالملعب البلدي، إلى الحديث عن المصالحة الوطنية وعن الجهود التي بذلها خلال العهدتين السابقتين "من أجل إعادة السلم والاستقرار إلى ربوع الوطن ورأب الصدع الذي كان يهدد الوحدة الوطنية وإرساء الصلح بين أبناء الوطن الواحد"، مشيرا إلى أن الله ابتلى الجزائريين ب"مصيبة كبرى" في أغلى ما يملكونه في هذا الوطن "ديننا الحنيف"، إلى أن جاء الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي التف حولها الشعب الجزائري "وعبر عنها بقوة وصراحة في انتخابات 1999 و2004". وانتقد المترشح في سياق متصل المغالين في الدين باسم السلفية، مؤكدا أن كل الشعب الجزائري سلفي "لكن ليس بالمفهوم المطروح من قبل هؤلاء على الساحة الدولية أو على الساحة الجزائرية". وأثنى السيد بوتفليقة على أهل الجنوب الجزائري، قائلا لهم "أنتم في الجنوب بزواياكم وإيمانكم لطفتم الأجواء بالنسبة لما حصل في جهات أخرى، وعبرتم أنكم تحبون هذا الوطن مثلي"، مؤكدا في نفس الصدد بأن الوحدة الوطنية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأمن، "وقد كادت الفتنة والمأساة الوطنية أن تهوي بالدولة إلى الحضيض". كما انتقد المترشح بوتفليقة الأطراف التي تتغنى بالأصالة مجددا التأكيد على أن كل الجزائريين أمازيغ عربهم الإسلام، وأن "هؤلاء المتغنين بالهوية والأصالة ليسوا أكثر منا أصالة". وقال في سياق متصل أنه إذا كان الأمر يتعلق بضرورة إنشاء أكاديمية للأمازيغية أو مجلسا أعلى للامازيغية، فسيكون الأمر كذلك، مستطردا "نحن لا نخفي ما نقول، ولا نقول مانخفيه"، في إشارة إلى أن التزاماته ليست مرتبطة بزمان أو مكان معينين، وإنما هي "تعبير عن سياسة نتقاسمها مع كل الجزائريين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب"، على حد تأكيده. ولدى عودته للحديث عن الوحدة الوطنية، أكد المترشح بأن هذه الوحدة مرتبطة بتحقيق التوازن التنموي بين مناطق البلاد، قائلا في هذا الخصوص "إن أملنا في أن تكون الجزائر واحدة وموحدة من الشمال إلى الجنوب، يستدعي ضرورة تقليص الهوة في التقدم بين المنطقتين"، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق والمبتغى جاءت فكرة وضع برنامجي تنمية مناطق الهضاب العليا وتنمية مناطق الجنوب، التي حققت ثمارها بفضل الانجازات الكبيرة، الشاهدة في الميدان، ودعا بالمناسبة سكان الولايات الجنوبية إلى العمل بجدارة من أجل إنجاح البرنامج التكميلي الجديد للتنمية الذي ينوي تجسيده بغلاف مالي يقدر ب150 مليار دولار، قائلا لهم "أثبتوا لسكان الشمال أنكم أكثر نشاط منهم"، مشيدا من جانب آخر بدور المرأة الجزائرية خلال مختلف المراحل التي عرفتها البلاد ولا سيما أثناء ثورة التحرير الوطني ومرحلة المأساة الوطنية، وكذا بتواجدها اليوم في كافة مجالات الحياة. المترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي تنقل بعد ورقلة إلى ولاية الوادي، حيث خرج مواطنو الولاية لاستقباله على طول شارع خميستي بوسط المدينة، دعا كافة الجزائريين إلى التصويت بكل حرية، وقال في هذا الصدد "رجائي منكم أن تعبروا عن رأيكم مهما كان هذا الرأي"، مؤكدا أهمية أن يكون الرئيس المنتخب في التاسع أفريل المقبل مدعما بقوة من طرف الشعب الجزائري، "حتى يكون صوت الجزائر مسموعا في المحافل الدولية"، وبعد أن أوضح بأن هذه الانتخابات الرئاسية أهميتها أكبر من الانتخابات البلدية أو التشريعية، وأنها امتحان للجزائر أمام الرأي العام الدولي، حيث "تثبت المشاركة القوية من قبل الشعب الجزائري بأنه واع ومعني بشؤون بلده"، أكد المترشح بوتفليقة أن الجزائر بحاجة على أصوات أبنائها لأن صوتها لم يعد مسموعا بفعل "تصدع الصفوف" مختتما كلمته بالتشديد على أن "من يرهب بلادنا نرهبه ومن يريد الالتحاق بنا نرحب به، وعفا الله عما سلف".