أثار الخطاب الانتخابي للمترشحين للرئاسيات في اليوم السادس من الحملة الانتخابية مدى ارتباط الوحدة الوطنية بالأمن والاستقرار وعلاقة التصويت والمشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية بالتعبير السياسي للشعب على تمسكه بهويته ووحدته الوطنية. فقد عبر المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة عن هذا الارتباط بالقول "إن الوحدة الوطنية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأمن"، وأشار الى أن المأساة الوطنية كادت تمس بالوحدة الوطنية وتهوي بالدولة إلى الحضيض، موضحا أن المأساة مست الشعب الجزائري في أعز ما يملك وهو الدين الإسلامي.." وانطلاقا من هذه الاعتبارات، دعا السيد بوتفليقة إلى التصويت بكل حرية في الانتخابات الرئاسية، وقال إن التاسع أفريل امتحان أمام الرأي العام الدولي باعتبار أن المشاركة فيه تثبت أن الشعب واع ومعني بالشأن السياسي بأبعاده المختلفة وعلى رأسها تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد. ويريد المترشح بوتفليقة من أجل هذه الغاية الأسمى أن يكون الرئيس المنتخب مدعما بقوة الشعب الجزائري حتى يكون صوت الجزائر مسموعا في المحافل الدولية". وذهب مرشح حركة الإصلاح الوطني، السيد محمد جهيد يونسي في نفس الاتجاه مركزا على الوحدة الوطنية وأمن البلد، موضحا أن مسعى المصالحة الوطنية هو الطريق الأوحد لحل المعضلة السياسية بالجزائر. معتبرا إن هذا المسعى لا يمكن التراجع عنه، وحذر في هذا الصدد من "التسيير الاستئصالي" للمصالحة الوطنية. وقال يونسي "لسنا في حاجة إلى الدخول في أزمات جديدة وتغذية الفرقة، بل في حاجة إلى لملمة الأمور"، مشددا حرصه على أنه "لا يجب المغامرة بمستقبل الجزائر من أجل بعض الأصوات". أما المترشح الحر السيد محمد السعيد، فقد اعتبر التصويت بكثافة يوم الاقتراع هو مقياس لنجاحه في امتحان الاستحقاق الرئاسي، لأن ذلك يعني لديه انتخاب أغلبية شعبية على أفكاره التي دخل بها المعترك الرئاسي حتى ولو لم يفز بكرسي الرئاسة، انطلاقا من أن الرئيس المنتخب لا يعمل خارج الأفكار التي عبر الشعب عن قبولها وتمسكه بها. وبالنسبة للمترشحة حزب العمال السيدة لويزة حنون، فإن اختيار الرئيس القادم بأغلبية شعبية يعني لديها تعزيز السيادة الوطنية أمام المخاطر الأجنبية التي لا يمكن سد منافذها إلا باستكمال المصالحة الوطنية وترسيخ السلم وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ولذلك فالرهان الانتخابي هو تحدي الشعب لهذه المخاطر المحدقة بالبلاد. من جانبه، راهن مرشح الجهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي على موعد التاسع أفريل، حيث أكد أمس على أن التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لاختيار الشخص المناسب لقيادة البلاد سيعجّل بحل المشاكل التي تعيشها البلاد من ح?رة وبيروقراطية وفساد لإحداث القطيعة مع مثل هذه الممارسات. ويرى مرشح حزب عهد 54، السيد فوزي رباعين في انتخاب الشباب للرئيس القادم، قوة ضاربة لإحداث التغيير، لأن إمكانيات حل مشاكله متوفرة، ويبقى فقط انتخاب الإدارة السياسية التي تقوم بذلك يوم الاقتراع.