ظاهرة خطيرة أصبحت تعيشها الجزائر في السنوات الأخيرة ، وهي تفشي الجرائم بمختلف أنواعها في أوساط الشارع ،و المدرسة وحتى الأسرة ، وتنوع مرتكبيها بتنوع شرائح المجتمع الجزائري ، فقد أصبحنا اليوم نحصي آلاف الجرائم يكون مرتكبيها من القصر .وان اختلفت شدة الجريمة في قوتها أو ضعفها ،أو اختلف فاعليها من أطفال أو بالغين ، ومهما كانت العقوبة شديدة أو مخففة ، أو ارتفع عدد ضحاياها ، فقد باتت الجريمة تسجل أرقام مخيفة في السنوات الأخيرة ، ما يقتضي وضع مخطط صارم لدراسة المشكل بطريقة معمقة ، فهذا الأمر لم يعد يقتصر علي أشخاص محددين كما كان سابقا ،يكون اغلبهم بالغين فحسب، بل تعداه الي اكثر من ذلك ،فقد أصبحت الجريمة في بلدنا تعرف ارتفاع محسوسا عند اصغر فئة في المجتمع ،فقد سجلت اعلي مستويات لها سنة 2008 بتسجيل 10918 اعتداء من طرف القصر ، و هذا حسب آخر معطيات لشرطة، و سجل تورطهم في مختلف أنواع الجرائم ،و يحتل القتل العمدي مرتبة الصدارة فيها إذ سجلت 23 قضية تورط فيها قصر حسب إحصائيات 2008 مقارنة 2007 أين سجل 17 اعتداء فقط على المستوى الوطني ، ولا يكون اغلب الضحايا من الأطفال فحتى البالغين يكونون ضحية لاعتداءاتهم ، يليه جرائم السرقة حيث ارتكبها حوالي 4701 طفل عبر مختلف ولايات الوطن سنة 2008 ، تليها جرائم الضرب والجرح العمدي ب 2667، ناهيك عن جنح أخلاقية مثل الاعتداءات الجنسية ،والذي يعود سببه الانحلال الخلقي للطفل ، كما شكل تكوين جماعة أشرار احد الجرائم التي يرتكبها القصر ،كما اعتبر التعدي علي الأصول احد الجنح التي باتت تعرف انتشار واسعا في بلدنا فقد أحصت مصالح الشرطة حوالي 80 اعتداء من هذا النوع .و إذ كان هناك عدة أسباب رئيسية وفرعية تتدخل في تشكيل هذه الأرقام المخيفة اليوم ، كالأوضاع الاجتماعية المزرية والتي في غالب الأحيان تكون السبب الاول للجرائم المرتكبة من طرف القصر ،،ضف الي ذلك تفشي الفقر وسط فئات عديدة من المجتمع الجزائري مما يؤثر سلبا علي نفسية الطفل ، وكذا انعدام التربية السليمة من طرف الأولياء لأبنائهم . وفي الأخير يجب أن تتعاون جميع الأطراف لتخفيف من حدة هذا المشكل حتى لا يكون أطفالنا عبارة عن قنبلة قابلة للانفجار في أي وقت . ق/ صارة