تستعد مدينة إسطنبول التركية لتكون عاصمة للثقافة الأوروبية عام 2010. ويأتي اختيار هذه المدينة التاريخية إلى جانب مدينتي بيكس المجرية وإسن الألمانية تجسيدا حيا لروح المواطنة. ويرى مسؤولون أتراك أن المشروع يضخ طاقة جديدة في العلاقات التركية الأوروبية.وفي سابقة هي الأولى من نوعها، بادرت مجموعة متطوعين من المجتمع المدني التركي بتقديم ملف الطلب لترشيح مدينتهم للحصول على اللقب، وهي خطوة جريئة أقرتها اللجنة الأوروبية المسؤولة عن دراسة ملفات الترشيح.ولاقت هذه المبادرة مساندة قوية من الحكومة التركية بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي أصدر تعميما لجميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لدعم هذه العملية وتحولت إسطنبول إلى مسرح في الهواء الطلق، وبدأ التحضير للفعاليات تمركز حول الثقافة والفنون جنبا إلى جنب مع تطوير البنية التحتية وقطاع السياحة.وبغية دمج الملايين من الأشخاص، خاصة من يعيشون في الأحياء الخالية نسبيا من أية أنشطة ثقافية، فقد جرى توفير مراكز فنية ومكتبات، إلى جانب دعم المواهب الشابة الفنية، وإيجاد الجو المناسب لهم لتحويل إسطنبول إلى مركز فني عالمي وتعزيز مرتبتها في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي الثقافي.ويتم تكريس جزء مهم من المشاريع لتجديد البنى التحتية باستمرار، مع السعي لحماية الإرث التاريخي وتشجيع السكان على المشاركة في عملية صنع القرار، إذ إن كلا من السلطات ومنظمات المجتمع المدني تقفان جنبا إلى جنب في التحضيرات.وتعتبر السياحة المرآة التي تعكس فعالية هذه الأنشطة، لهذا يتم التركيز على رفع جودة الخدمات لتشجيع السياح على إطالة مدة إقامتهم التي تبلغ في المتوسط ستين ساعة.ودخلت مدينة إسطنبول في منافسة مع العديد من العواصم العالمية في مجال سياحة المؤتمرات، فانتقلت في السنوات الأخيرة في هذا المجال من الترتيب 49 إلى 17 عالميا. وتهدف المدينة للدخول ضمن قائمة العشرة الأوائل في مجال استضافة المؤتمرات، علما أن المدينة ستحتضن هذا العام 43 مؤتمرا مهما، كما تسعى لاستقبال أكثر من عشرة ملايين سائح بحلول عام 2010 واستضافة الألعاب الأولمبية لعام 2020. وبشأن اختيار إسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية وإشكالية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، تقول دينيز غيراي مديرة العلاقات العامة والفعاليات بالوكالة المسؤولة عن مشروع إسطنبول 2010 إن الإتحاد الأوروبي اتخذ بمناسبة الألفية الجديدة عام 2000 قرارا بمنح مدن في الدول المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، بعد أن كانت الاحتفالية مقتصرة فقط على مدن دول الاتحاد الأوروبي.وتضيف أن اختيار إسطنبول عاصمة الثقافة الأوروبية من شأنه أن يضخ طاقة جديدة في العلاقات الثقافية والاقتصادية مع أوروبا ووضع مشاريع مشتركة من شأنها تقديم إسطنبول كمدينة ذات ماض عريق ووجه تحمل ملامحه تقاسيم أوروبية وآسيوية.يذكر أن مفهوم عاصمة الثقافة الأوربية قد ظهر لأول مرة عام 1980 بعد اقتراح من وزيرة الثقافة اليونانية آنذاك ملينا ميركوري، وقد تبناه مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي. واقتصر اللقب في البداية على المدن في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي ساهمت في إغناء الثقافة الأوروبية، وحصلت أثينا على شرف اللقب الأول عام 1985.