رفضت ألمانيا زيادة عدد قواتها في أفغانستان في وقت تتوقع فيه القيادة العسكرية الأميركية أن يؤدي نشر قوات إضافية هناك لتحويل دفة الأمور ضد حركة طالبان جنوب البلاد.وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في حديث للقناة الثانية بالتلفزيون (تسي دي إف) "لا أرى ضرورة في الوقت الحالي لتوسيع أي شيء" بأفغانستان.وبررت مشاركة بلادها عسكريا وماديا بهذا البلد بالقول "نحن نقاتل من أجل جعل أفغانستان قادرة على الدفاع عن نفسها، وحتى لا تكون (أفغانستان) مصدر خطر على ألمانيا كما كانت من قبل عندما لم تكن هناك هياكل دولة بهذا البلد".وقامت ميركل أمس بزيارة مفاجئة لأفغانستان تفقدت خلالها قواتها في معسكر بولاية قندوز شمال البلاد ، وذكرت وزارة الدفاع الألمانية أنه تعرض مباشرة بعد مغادرة المستشارة لهجمات بالصواريخ لم تسفر عن حدوث أي إصابات.وتنشر ألمانيا حوالي 3800 جندي بأفغانستان، ولها تفويض برلماني بإرسال 4500 جندي إجمالا في إطار قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).وتزامن الموقف الألماني مع تأكيد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة أن حوالي 17 ألف جندي إضافي سيرسلون لأفغانستان العام الحالي، وسيعملون على تحويل دفة الأمور ضد طالبان جنوبي البلاد معقل التأييد للحركة.وقال الأميرال مايك مولن بمؤتمر صحفي في كابل مع مبعوث بلاده ريتشارد هولبروك "أنا مقتنع بأن هذه القدرة العسكرية الإضافية ستقلب الأمور إلى عكس ما كان سائدا".وعبر عن اعتقاده أن 2009 "سيكون حيويا وسيكون مطلقا عام الحسم بأفغانستان" معتبرا أن "التوجهات في الجنوب والشرق الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت تسير بالاتجاه الخاطئ".من جهته قال هولبروك إنه التقى مؤخرا مبعوثين من دول الناتو وممثلين لروسيا والصين الهند، مشيرا إلى أن هذه الجهات مع ما تملكه من وجهات نظر مختلفة اتفقت على أن الاستقرار بأفغانستان "من مصلحتنا جميعا".وفي هذا الإطار اتفقت موسكو وكابل أمس على التعاون بمكافحة الاتجار بالمخدرات وتقديم المساعدات المالية والفنية للشرطة الأفغانية، وتدريب الموظفين الأفغان بوكالات تطبيق القانون.وكان زعماء الناتو وافقوا بقمة عقدت السبت الماضي على نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي للمساعدة في توفير الأمن للانتخابات، وهو ما يعد اختبارا رئيسا لنجاح واشنطن في مهمة جعلها الرئيس باراك أوباما تحتل أهمية محورية بسياسته الخارجية.وستضاف تعزيزات الحلف إلى 17 ألف جندي أميركي إضافي من المقرر أن يصلوا أفغانستان بحلول جويلية وأربعة آلاف آخرين من المقرر أن يصلوا قبل سبتمبر لتدريب القوات الأفغانية، وسينضمون كلهم إلى حوالي سبعين ألفا دوليا موجودين حاليا بهذا البلد.