أعلنت النرويج مصرع أربعة من جنودها العاملين في أفغانستان ليرتفع عدد قتلى القوات الدولية العاملة هناك خلال 24 ساعة إلى سبعة.وقالت متحدثة باسم الجيش النرويجي إن الجنود الأربعة قتلوا عند استهداف موكبهم بقنبلة بعد ظهر أمس الأول في ولاية فارياب شمال أفغانستان.يأتي ذلك بعد أن أعلن بيان لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مقتل جنديين أميركيين عاملين ضمن القوات الدولية بأفغانستان خلال عمليات قتالية، إضافة إلى عسكري ثالث قتل في انفجار قنبلة في جنوبأفغانستان. وترتفع بذلك حصيلة قتلى القوات الدولية في أفغانستان خلال الشهر الحالي لتصل إلى ما يقارب مائة عنصر، مما يجعل يونيو/حزيران الشهر الأكثر دموية بالنسبة للجنود الأجانب تحت قيادة الحلف الأطلسي منذ عام 2001.أما بالنسبة للنرويج التي تنشر قرابة 500 جندي في البلاد معظمهم في كابل والشمال، فإن عدد قتلى جنودها ارتفع إلى تسعة.وفي هذا الإطار، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن هناك العديد من الهواجس بشأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان المقرر خلال عام.وأوضح أوباما في خطاب له بقمة العشرين في تورنتو أن جل اهتمامه يركز الآن على إنجاح مهمة قواته في أفغانستان. وأضاف أن خطة سحب القوات الأميركية لا تعني "إغلاق الأبواب وإطفاء الأنوار"، مشيرا إلى الحاجة لحل سياسي إلى جانب الحل العسكري.ويأتي ذلك في غمرة المهمة الثقيلة والمكلفة التي تواجهها القوات الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة في أفغانستان، خاصة أن الإحصاءات تشير إلى مقتل 313 عنصرا من القوات الدولية بأفغانستان خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي, وهو ما يرشحه لأن يكون أسوأ الأعوام لهذه القوات على الإطلاق. واعتبر ناطق باسم حلف شمال الأطلسي ارتفاع عدد الضحايا "مؤشرا على نجاح القوات الدولية التي نقلت المعركة إلى مناطق حركة طالبان, من خلال نشر آلاف الجنود في هلمند وقندهار جنوب البلاد". ولكن مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا اعترف بأن الحرب في أفغانستان أكثر صعوبة وأكثر بطئا مما كان يعتقد.وشدد المسؤول الأميركي في المقابل على أن إستراتيجية واشنطن في أفغانستان تبقى الأفضل, حتى وإن كان تطبيقها صعبا. وأضاف أن السؤال المطروح هو عن مدى قبول الحكومة الأفغانية تحمل مسؤولياتها ومحاربة طالبان بعد انسحاب القوات الدولية.وكانت صحيفة ذا إندبندنت البريطانية قد أوردت أن استقالة قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال جاءت بعد تأكيده أنه على الناتو ألا ينتظر أي تقدم في أفغانستان خلال الأشهر الستة المقبلة. من ناحية ثانية، أعرب قائد الجيش البريطاني ديفد ريتشاردز عن اعتقاده بقرب بدء مفاوضات مع حركة طالبان كجزء من إستراتيجية الانسحاب.وقال ريتشاردز –الذي أكد أن ذلك رأي شخصي- إن كل حملة ضد حركة تمرد عبر التاريخ كانت تشهد في وقت ما حوارا بين الجانبين.وشدد في المقابل على ضرورة مواصلة العمل الذي تقوم به القوات الدولية في أفغانستان, حتى لا تفكر حركة طالبان في أن القوات الدولية تغادر، على حد قوله.يذكر أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عرض خطة للسلام بأفغانستان تقضي بتسليم سلاح مقاتلي حركة طالبان مقابل إدماجهم في المجتمع، وضمان لجوء قادتهم إلى إحدى الدول الإسلامية، وهو ما رفضته الحركة.